كانت ميشال موناغان نجمة فيلم "ذو باث" تمرّ في أذهاننا منذ فترة
كان صباح ميشال موناغان، وبحسب اعتقادها، مثاليّاً وطبيعيّاً. فهي رافقت ولدَيها إلى المدرسة وهما يلتقطون أيدي بعضهما البعض. لم تكن تتصارع وإيّاهما، ولا حتّى أنها تقاتلهما لكي توصلهم إلى حيث يجب. فكان هذا الصباح واحداً من الأوقات النادرة التي يتمنّاها كلّ أب وأمّ، ويعبّران سرّاً في أنفسهما عن امتنانهم لها. بالطبع، لن يعِ الولدان على ذلك ولن يتساءلا عن عاطفة أمّهما الزائدة هذا الصباح بالذات، ولكنّ الأمّ تعرف حقّاً قيمة الأمر
إنها حكاية صغيرة لطيفة، وذلك لأن ميشال موناغان بالتحديد هي التي تخبرنا إياها. في حين أنك تحبّ أن يحيط بعض من الغموض حياة النساء الشهيرات، إلا أنك حين تتحدّث مع ميشال موناغان ستتفاجىء بسهولة التواصل معها وبحقيقته. ميشال موناغان من الأشخاص الذين يستمعون إليك ومن ثمّ يتلفّقوك معقّبين على الحجج التي أعطيتَها ويشاركونك القصص. هي تضحك وتُضحكك أيضاً بحيث لا تشعر أبداً بالوقت الذي يمرّ في محادثتها

أجد بأنني منحاز ربّما حين أعبّر عن انطباعي عنها هكذا. ولكن، ألا توافقني الرأي بأن الرجال حين يكتبون عن النساء ليقرؤهم رجال آخرون فإنّهم يتصرّفون كالهررة المنبهرة أمام امرأة جميلة قبلت بأن تتكلّم معنا. حقّاً لقد ذكّرتني ميشال موناغان بفتاة أغرمت بها خلال مراهقتي ولا تزال في بالي. أعتقد بأن لذلك علاقة بسحر ميشال موناغان الذي يفوق الطبيعة. أمّ أنني أنحاز أيضاً حين أصرّح عن ذلك
ألقِ نظرة على مجمل علاقاتك السابقة وستلاحظ بأن لديك نوعاً معيّناً من النساء اللواتي تنجذب إليهم. وبالنوع أعني الشخصيّة، الطموح، وليس فقط الشكل الخارجي. حين شاهدت ميشال موناغان لأوّل في فيلم "غون بايبي غون" عام 2007، تلعب دورها مع الممثّل المتجهّم دائماً كايسي أفليك، بدت لي مألوفة على الفور. والآن، وبعد عقدِ من الزمن تقريباً، ها أنا أتحدّث مع موناغان عن كيف أننا نهوى كِلينا تنظيف الحمامات ولكننا نكره غسيل السيّارات. وأسمعها تتكلّم معي باللكنة الخاصّة بسكّان ولاية بوسطن، التي تبرزها في فيلم "باتريوتس داي" مع الممثّل مارك وولبيرغ. تقول: "لا أحد يعرفني حقّاً هنا، فقرّرت أن أعتمد لكنة بوسطن في التواصل معهم في الفيلم." ولكنّ الجميع هنا يعرفها بالطبع، أقلّه في الفيلم التحفة للكاتب نيكولاس سباركس، ذو بست أوف مي

الآن أعلم كيف ظهر إحساس الأُلفة هذا. كلمة واحدة تلخّص الأمر: الأدوار المتكرّرة. وهو فخّ سهل لأن تقع فيه لأنه غالباً ما تُنسب الأدوار نفسها لميشال موناغان كدور الزوجة أو الصاحبة الداعمة، لا سيّما في الأفلام الكبيرة. ولكنّها حين تختار أن تلعب في أفلام مستقلّة أو أعمال تلفزيونيّة ("ترو ديتكتيف" أو "ذو باث")، تصبح الأدوار حينها أكثر تعقيداً وتحديداً. فتصبح محبوبة أقلّ
تقول: "محبوبة ليست الكلمة المفضّلة لديّ. لأنني لست محبوبة. ولو كان جميع أصدقائي محبوبين لما كانوا أصدقائي." هي فخورة بهذه الأدوار الصعبة وتعمل مجتهدةً لتأديتها. في الفيلم الصغير "تراكر" (2008) مثلاً، تعلّمت ميشال قيادة شاحنة كبيرة. "لقد قلت للمخرج بأنني لن ألعب في الفيلم إن لم يكن باستطاعتي أن أقود آلة كهذه." هذا أمر رائع. وهذا أكثر من محبوب

ومن ثمّ سألتها سلسلة أسئلة أخرى، عن قرارات حاسمة ولحظات في حياتها، لأشيح بالموضوع قليلاً عن مسألة الأدوار المتكرّرة، وللتعرّف عليها أيضاً
الذكرى الأولى لديها: هي تلعب في مسبح للأولاد مع مايكل ابن الجيران. تقول: "أتذكّر بأنني كنت مغرمة به. لا أعلم إذا بدا الأمر غريباً أن أغرم في هذه السن الصغيرة أو أنني كنت أكبر سنّاً. ولكنّ أعتقد بأنني كنت حينها في الرابعة من عمري." ولكنّ الأمر لم يدُم مع مايكل إذ أنه رحل بعيداً. أما من جهتها، فقرّرت بالإنتقال من مدينتها الصغيرة أيوا بعد أن زارت مدينة شيكاغو خلال دراستها الثانويّة. المدينة الكبيرة جذبتها. فذهبت لتدرس فيها الصحافة بينما أعالت نفسها بفضل عرض الأزياء
تقول: "حين أتذكّر الماضي، أرى بأن الإشارات كانت تدلّ كلّها على أنني سأصبح ممثّلة." وتتذكّر حين كانت تكلّم نفسها أمام المرآة، والرعشة القويّة حين صعدت للمرة الأولى على خشبة المسرح. "أعتقد بأنني اخترت الصحافة لأنها كانت الأقرب إلى التمثيل. لم يكن لدينا مسرحاً حتّى في بلدتنا، لذا بدا من المستحيل أن تصبح ممثلاً

وفي كلّ مرّة استرجعَت فيها الذكريات، أفاضت بالحديث وبدت حقيقيّة أكثر. إنّها امرأة مجتهدة، عازمة، مسليّة وبكلّ صراحة بارعة في عملها
إعداد: غريغ هادسون
تصميم: كات وينيكامب من
Celestine Agency
تصوير: آري مايكلسن - تمّ التصوير في فندق هوليوود روزفلت