لا شيء يعلو على صوت المحركات في هذا اليوم
في عام 1924، شهدت الطريق المؤدية بين بلدات فرانكورشامبس ومالميدي وستافيلوت، الإنطلاقة الأولى لسباق التحمل 24 ساعة في سبا، بعد عامٍ واحد فقط على إنطلاق سباق التحمل الشهير 24 ساعة في لومان. أسس السباق كلٍ من جول دي ذير، وهنري لانغلوا فان أوفن. حيث إجتاز فيه المتسابقين مسافة 15 كم على سرعات كانت تعتبر عالية جداً في ذلك الوقت. اليوم يجري السباق في بلدة فرانكورشامبس ضمن حلبة بطول 7 كم، بداخلها منعطفات حادة ومرتفعات. يعتبر الصحفيين هذا الحدث مشوقاً ومرهقاً في الوقت نفسه، لما يحتويه من أنشطة وفعاليات تدوم طوال فترة المنافسة
كنا من المحظوظين لأننا من ضيوف فريق مرسيدس أي أم جي، حيث وفروا لنا العديد من الأنشطة مثل قيادة عدد من طرازات أي أم جي الرياضية، ولقاء مع فريق لينكين بارك، الذين صمموا الشكل الخارجي لإحدى سيارات أي أم جي – جي تي 3 المشاركة في سباق سبا. ما جعلنا نشعر وكأننا مثل فريق السباق مشغولين طوال الوقت
كنا محظوظين لقضاء بعض الوقت مع سيارة السباق مرسيدس أي أم جي – جي تي 3، التي تمتعت بموسمٍ ملحمي، بما في ذلك الأداء المثير في «غرين هيل» حيث تمكنت أربع سيارات من أي أم جي – جي تي 3 من تحقيق المراكز الأربعة الأولى في سباق 24 ساعة في نوربورغرينغ. القلب النابض لهذه الأيقونة محرك من 8 أسطوانات على شكل فى بسعة 6.2 لتر. يعمل جنبا إلى جنب مع سرب من التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة إلى إستخدام ألياف الكربون الأحادي في أجزاء كثيرة من الهيكل الخارجي لتجنب الوزن الزائد دون الإنقاص من الصلابة. ما جعل السيارة من أكثر سيارات السباق الألمانية إثارة إلى حد الآن
أكثر ما يميز التصميم الخارجي لهذه السيارة شبك التهوية الكبير في المقدمة، الذي يوفر تدفق الهواء بشكل مثالي داخل حجرة المحرك (هذا التصميم يعتبر واحد من بين التصاميم العديدة التي تساهم في تعزيز تبريد المحرك). كما زودت عجلة القيادة بنظام لمراقبة الطريق أثناء السير على سرعات ثابتة، وهذه التكنولوجيا تستحق السناء والتقدير من قبل جميع السائقين
كما حصلنا على نظرة من وراء الكواليس حول رياضة السيارات، وحظينا بالتعرف ومشاهدة طاقم الفنيين والمهنيين العاملين في الجزء الآخر من السباق. في عالم السيارات نحن نمجد السائقين فقط، لكن الفضل الكبير جداً يعود لطواقم العمل. ومن ثم أخذنا نظرة على شاحنة مواد أي أم جي، التي تزود فرق أي أم جي بأكثر من 3500 قطعة غيار في موقع السباق، لضمان متابعة الفريق في السباق إلى النهاية
إلى جانب كل تلك الإثارة، قمنا أيضاً برحلة مع طرازي مرسيدس أي أم جي – جي تي آر، وأي أم جي – إي 43 من فرانكفورت إلى بلجيكا. البداية كانت مع طراز الـ جي تي آر، الإنجاز الكبير لمصنع أي أم جي في أفالترباخ، والذي يذكرنا بتصميم الطراز الأسطوري 300 إس إل في بداية خمسينيات القرن الماضي. زودت جي تي آر بمحرك بيتيربو من ثمانية أسطوانات على شكلV سعة 4.0 لتر بقوة 585 حصان (أي بزيادة 75 حصان عن محرك جي تي أس)، وعزم دوران أعظمي بلغ 700 نيوتن/ متر تتوفر عند مراوحة المحرك بين 1900 و 5500 دورة في الدقيقة. تتسارع من 0 إلى 100 كم/ ساعة خلال 3.6 ثانية، فيما بلغت سرعتها القصوى 318 كم/ ساعة، تم تحقيق هذه الزيادة في الأداء بمساعدة التيربو الجديد الذي أعيد تصميمه بشكل أصغر وقوة أكبر، حيث زادت إستطاعة ضغط شاحن الهواء من 1.2 بار في طراز أي أم جي – جي تي إلى 1.35 بار في طراز جي تي آر، كما تم تعديل نسبة ضغط العادم. باختصار، هذا الطراز يتمتع بالقوة والإثارة بشكل لا يصدق
مرسيدس أي أم جي إي 43 - 4 ماتيك، بالتأكيد ليست بجنون الـ جي تي آر، لكنها مثيرة للحماس بشكل هائل، حيث تتسارع من 0 إلى 100 كلم/ ساعة خلال 4.6 ثانية فقط، تنبض بمحرك بيتوربو من ستة أسطوانات على شكل فى بسعة 3.0 لتر بقوة 401 حصان وعزم دوران 520 نيوتن/ متر. نظام الدفع الرباعي يوزع الحركة على الطريق بين العجلات الأمامية والخلفية بنسبة 31 إلى 69 في المائة، فيما يعدل نظام التعليق الرياضي من أي أم جي بشكل ذكي تخميد العجلات بحسب ظروف القيادة السائدة. ستظل فئة إي الحصان الرابح لمرسيدس دون منازع
بدأت الأمطار تسقط بغزارة قبل نحو 22 دقيقة من إحتساب نهاية السباق الملحمية. مما تسبب بفقدان السيطرة على العديد من السيارات التي اختارت أن تبقي ضمن المنافسة، ووقعت بعض الحوادث من أهمها إصطدام لامبورغيني هوراكان جي تي 3 بسيارة أي أم جي – جي تي 3. لكن المطر أبرز أيضا سيطرة هؤلاء السائقين الموهوبين بشكل لا يصدق على القيادة، والكثير منهم تمكن من استعادة السيطرة في أحنك اللحظات. جلب المطر نهاية درامية لهذا الحدث العظيم، وترك لنا سؤالاً محيراً، ترى مالذي سيحمله لنا هذا الحدث من مفاجآت في العام القادم؟