الإطار الجيّد يمكنه أن يوفر لك الكثير من المميزات، ولكن الأهم هو أنه كفيل ... بإنقاذ حياتك.
خلال مسيرتها المُشرّفة في عالم السيارات، أنتجت بورشه العديد من الطرازات التي تتمتع بمواصفاتٍ عالية تقوم على هندسة ألمانية تُعتبر برأي العديد من المراقبين بمثابة الهندسة المتفوقة، إن كان على صعيد الإبتكار أو على صعيد الكفاءة العالية. ومن بين هذه السيارات أو الطرازات المتفوّقة هندسياً، يُعتبر طراز كاريرا GT واحد من أكثر ثلاث سيارات بالغة التطور أنتجتها بورشه في تاريخها، ولكن للأسف فإنّ ذكرى طراز كاريرا GT في مُخيّلة عشاق السيارات لن تكون سوى الحادث الذي تعرض له الممثل الأميركي الشهير بول وكر، نجم سلسلة أفلام فاست أند فوريس، وهو جالس إلى جانب صديقه على متن نسخة حمراء من بورشه كاريرا GT. فهل السيارة كانت هي السبب بالحادث؟ الإجابة لا طبعاً، وذلك لأن السبب بالحادث لم يكن سوى حالة إطارات السيارة، وهذا وإن دل على شيء فهو يدل على أنّ الإطار يبقى هو أكثر العناصر أهميةً في أي سيارة مهما علا شأنها ومهما كانت تتمتع بمستويات تطور تقني، فهو أولاً وأخيراً صلة الوصل الوحيدة بين السيارة والطريق.
ورغم الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الإطارات، إلا أنها تماماً كالشاعر أو الملحن في عالم الفنون. فكما لا ينال الأخيران نفس الإهتمام الذي يحظى به المطرب من قبل الجمهور، كذلك هي الإطارات، فعندما يعمد صانع ما إلى توفير إبتكار جديد في احدى سياراته، تتسارع وسائل الإعلام على تغطية هذا الحدث عبر إعطائه كامل الإهتمام دون أن ينتبه أحد بأنّ المسؤول الأول والأخير عن إيصال أداء هذا الإبتكار الجديد، أو النظام الجديد بتعبيرٍ أدق، هو الإطار الذي في حال لم يكن يتمتع بفعالية تصميمية لن يكون بإمكان لا الجهاز ولا السيارة من تنفيذ المهمة التي أُنتجت كي تنفذها، فما هي فائدة نظام منع غلق المكابح في حال كانت الإطارات غير متماسكة مع سطح الطريق، أو ما هي فائدة نظام توزيع قوة الكبح في حال كانت الإطارات جميعها متآكلة ولا تستطيع أن تؤمّن مستويات آمنة من الإحتكاك مع الاسفلت كي يتم إيقاف السيارة.
من هذا المنطلق وإيماناً منها بأهمية المنتج العالي الجودة الذي توفره، تطمح جوديير لأن تكون العلامة التجارية الرائدة في مجال الإطارات في منطقتنا العربية كما في العالم، وهي تسعى لتحقيق ذلك من خلال تلبية احتياجات المستهلكين فيها بشكلٍ كامل.
وفي بداية اللقاء مع القيمين على جوديير في اسبانيا، وتحديداً عل حلبة أسكاري، قمنا بقيادة مجموعة من سيارات تتألف من مختلف الأنواع على غرار فيراري، بورشه، BMW وألبينا. هنا بما أنني كنت قد قدت في السابق عدد من هذه السيارات مجهّزة بإطارات من أنواع أخرى غير جوديير، لاحظت أنها مع الإطارات القادمة من مصانع جوديير بات أداءها أفضل بكثير، إن كان على مستوى قدرتها على التماسك مع خط التسابق المثالي فوق منعطفات حلبة أسكاري السريعة والمتعرجة، أو كان على صعيد قدرات الكبح التي كانت تتوفر لي بشكلٍ معزّز الفعالية عند الإقتراب من المنعطفات والوصول إليها بسرعاتٍ عالية دون الخوف من الخروج عن المسار الصحيح كونك تشعر خلال القيادة بثقة عالية بقدرة الإطارات على التعامل بثبات مع سطح الحلبة.
وبعد الإنتهاء من القيادة على الحلبة، قمنا بإختبار طراز رانج روفر على جهاز محاكاة، حيث تمكنا من قيادته فوق مختلف أسطح المسارات من رملية، موحلة، صخرية ومغطاة بالعشب، كل مرة مع الإطار المناسب من جوديير لذلك المسار والنتيجة كانت دائماً قدرة عالية على إجتياز المسارات بكل ثقة وأمان.
علماً أنّ الإختبار الأكثر متعة كان مع طراز جولف فوق مسارات تسمح بالإنزلاق (المدروس طبعاً والمُتعمّد) حيث تمكنا من الإستمتاع بإنزلاقات لا تشعر معها بأنك فاقد السيطرة على السيارة بشكلٍ كامل، بل تشعر بأنك تتمتع بما يسمح لك عند الرغبة بأن تُعيد الأمور إلى نصابها الآمن.
كما وتجدر الإشارة إلى أنّ جوديير تعمد لتصنيع وتطوير مجموعة Goodyear EfficientGrip SUV في ألمانيا لتلبية احتياجات المستهلك في دول مجلس التعاون الخليجي على وجه التحديد. وهي تتلاءم مع المواصفات القياسية للسيارات الرائدة في المنطقة، كما تمّ تحسينها لتتناسب مع ظروف التشغيل في دول مجلس التعاون الخليجي. وتوفر هذه المجموعة مستوى عالٍ من الراحة، كما تقصر المسافة المطلوبة للتوقف مقارنةً بالإطارات التي توفرها غيرها من العلامات التجارية. وهي أيضاً ملائمة للطرق غير المعبّدة التي يُغطيها الرمال أو الحصى تلبيةً لاحتياجات المستهلك المحلي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ فرق العمل الخاصة بالبحث والتطوير في جوديير تعمل بإستمرار على تطبيق وتطوير التقنيات المتقدمة في مجال الإطارات وحلول التنقل. فعلى سبيل المثال، في معرض جنيف الدولي للسيارات للعام 2019، قدمت الشركة أحدث فكرة وتصميم لإطار أطلقت عليه تسمية جوديير ايرو، وهو عبارة عن إطار ثنائي مُصمّم للسيارات الذاتية الحركة التي ستنتشر في المستقبل، سيعمل كإطار للقيادة على الطريق ويتحوّل إلى مروحة دافعة للطيران.
كما وكشفت أيضاً خلال نفس المعرض عن "أوكسجين" وهو نوع جديد من الإطارات، ملائم للتنقل في المستقبل ويُعد حلاً مثالياً للحفاظ على سلامة البيئة ونظافتها. ويتميّز بتصميم فريد يعتمد على تغطية أسطحه الداخلية بالطحالب الحية. كما يُتيح هيكله المفتوح وتصميمه الذكي امتصاص الرطوبة والماء من الطريق، مما يسمح بحدوث عملية التركيب الضوئي وبالتالي إطلاق الأكسجين في الهواء.
وفي الختام، قد لا يسعنا سوى أن نتمنى عليك عزيزي القارئ بأن تعمد عند رغبتك بالحصول على سيارة جديدة أن تسأل عن نوعية الإطارات التي تُجهز تلك السيارة تماماً كما تهتم بتحديد لونها، نوعية المواد المستخدمة في مقصورتها وطبعاً قوة محركها.