لا أعرف بالتحديد ما الذي جعلني أتوصّل إلى هذه الخلاصة أهي الغواصة التي تقتحم الفيلم أم تسريحة شارليز ثيرون العجيبة؟
أياً كان، فأنا لم أستمتع حقاً بالجزء الثامن من السلسلة التشويقية في السرعة والسيارات والتهريب ومعارك الخيّرين ضد الأشرار الذي يعرض حالياً في صالات السينما حول العالم
ولكن ما هي قيمة رأيي بمقابل الأرباح الطائلة التي جمعها هذا الجزء الأخير؟ ١.٥ مليار دولار أمريكي من شباك التذاكر عالمياً
رقم هائل، نعم، ولكن الأموال لا تصنع الذوق. وأقول بكل ثقة بأن الوقت حان لتصحيح مسار هذه السلسلة أو الإكتفاء بالنجاح (المادي أكثر منه الفني وقصة الفيلم) الذي لاقته حتى الساعة
يجدر القول بأن السلسلة شهدت تراجعاً من حيث حبكة القصة ومجرياتها بعد رحيل بطلها الممثل بول ولكر في حادث سيارة مروّع. لا سيما وأن المزج ما بين شخصية ولكر في الفيلم مع شخصيّة البطل الثاني الممثل فين ديزل كانت سرّ الشعبية الكبيرة التي حظيت به السلسلة في أجزائها الأولى
أما في هذا الجزء الأخير "ذو فايت أوف ذو فيوريوس"، فيبدو وكأن المخرج قد فرغ من الأفكار المميزة، فأراد لـ"دوم"، أي الشخصية التي يلعبها ديزل، أن يدير ظهره لعائلته في لحظة خيانة
من تابع الأجزاء السابقة وتطوّر الشخصيات يعلم تماماً بأن هذا الأمر صعب التصديق، وكان أسهل علينا أن نصدق السيارات الطائرة ما بين ناطحات السحاب في أبو ظبي، والسيارة التي تسابق طائرة عملاقة على أطول مدرج في العالم. ننصحكم بإعادة مشاهدة الأجزاء السابقة لتعرفوا عما أتكلم هنا
لا أنكر أبداً البراعة في إخراج مشاهد التشويق والإثارة على طريقة هوليوود المعتادة والمشابهة لأفلام جيمس بوند وغيرها. ولكن إعادة النظر في السيناريو، القصة وجوهر السلسة ككل، ضرورة ملحّة