كيفين أوليري، كندي متحدر من أب ايرلندي وأم لبنانية، هو أحد الأقطاب التلفزيونية العملاقة. شخص جريء وثري يعتقد أنه الأنسب لإنقاذ بلده من الانهيار. ألا يبدو هذا الوصف مألوفاً؟
كلما اقترب دونالد ترامب من كرسي الرئاسة الأمريكية، يعزّي العديد من الناس في كندا أنفسهم بأن يردّدوا تعويذتهم: «لا يمكن لأمر مماثل أن يحصل في كندا». ولكن عليهم أن يعترفوا بأن كيفن أوليري هو المثال الحي الصارخ على إمكانية حدوث هذا الأمر في كندا. طوال هذه السنة كان هذا المليونير الذي تحوّل إلى شخصية تلفزيونية شهيرة يغذّي تخمين الجمهور باحتمال ترشحه لقيادة حزب المحافظين الفدرالي. الأمر الذي وضعه في مقارنات مع المرشّح الأمريكي ترامب الذي يتمتع بسلوك يفاجئ الجميع على الدوام. هناك العديد من الأمور المتشابهة بين الرجلين: كلاهما يتصرف وكأنه في برنامج لتلفزيون الواقع، لكل منهما سيرة ذاتية مشابهة للآخر في مجال التجارة والأعمال، كما أنّ لكليهما شخصية صاخبة ومشاغبة، لكنها قادرة على جذب الجمهور ليعرف المزيد عنهما. وبالتأكيد لا ننسى الدعم المدهش الذي يتمتعان به: تظهِر النتائج الأولية لاستبيانات الآراء التي أعدّها «توري» (ستكون انتخابات القيادة في أيار 2017) أن أوليري يتقدم على كل منافسيه
ولكن قد لا يكون وصفنا له بأنه يشبه ترامب دقيقاً تماماً، إذ يتمتع مستر ووندرفول (السيد الرائع) كما يلقبه الساخرون من شخصيته الخاصة، وهو نسخة أكثر جدلية وإثارة لاستفزاز الآخرين. بدأ نجم أوليري باللمعان عندما باع «سوفت كي،» شركة البرمجيات التعليمية، لشركة ماتيل بمبلغ 3,65 بليون دولار أمريكي (13,4 بليون درهم إماراتي) عام 1999. ثم بدأ يترجم نجاحه ذلك في عدّة مجالات كرأسمالي مغامر، عضو مجلس إدارة، مؤلف، خطيب، ومذيع. يعرفه أغلب الكنديون من خلال برنامج دراغونز دين على شبكة أخبار سي بي سي ، مما جعله النجم الكبير لساعات الذروة في البث التلفزيوني في أنحاء كندا حيث نراه يحطم أحلام أصحاب الأفكار الاستثمارية من المتسابقين في البرنامج فهو أحد أعضاء لجنة التحكيم الذي يُدعى «شارك تانك» إلى جانب الحكام الثلاثة الآخرين دايموند جون، لوري غرينر ومارك كوبان. يبلغ هذا الرجل 62 عاماً من عمره، صنع اسمه من خلال كلامه المنمق العنيد، المستفز، الذي يسمي الأمور بمسمياتها دون مواربة. يمكنك أن تحبه أو أن تكرهه، لكنك لا تستطيع تجاهله فهو يمثل منهجية تفكير تحظى بشعبية واسعة. يشكّل كيفن أوليري ظاهرة آخذة بالإنتشار لذا عليك أن تعتاد على سماع اسمه كثيراً
يبدو أن وسائل الإعلام مولعة بتلقيبك دونالد ترامب الكندي. ما مدى الإطراء الذي تشعِرك به هذه المقارنة؟
حسناً، هناك درجة من الواقعية في تلك المقارنة، فكلانا عمل لدى مارك بيرنيت، لذا نحن نعرف بعضنا. ولكنْ هذا هو حدّ التشابه بيننا، وخصوصاً عندما آخذ بعين الاعتبار فكرة الجدار العازل التي يطرحها ترامب. أنا أنتمي لأصول لبنانية وايرلندية؛ لو كان هناك جدار عازل في وجه المهاجرين لما وُجدت أصلاً. لذا أنا لست في وارد إغلاق الحدود في وجه المهاجرين أبداً. اهتماماتي تنصبّ على الأمور السياسية. لطالما شاهدت في بلدي مزيجاً بشعاً من عدم الكفاءة، السياسة السيئة والغباء فيما يحدث حولنا على الصعيد المحلي أو الفدرالي، مما يُفقد بلدنا قدرتها التنافسية تماماً. لذا شكّل الاحباط دافعي الرئيسي لدخول عالم السياسة. يشاهدني أسبوعياً 10,2 مليون مشاهد على التلفزيون، كما أنني منتسب لحزب المحافظين حالياً، وأنا أحاول الاستفادة من موقعي الإعلامي هذا لأطالب بالشفافية وبمعايير أداء أفضل لدى السياسيين الذين أعتبرهم موظفين عندي لأني دافع ضرائب كندي. إنهم موظّفين لدى الدولة كي يديروا أمورها لكن أداءهم بالغ السوء
ما مدى صحة الإشاعات بأنك ستترشح لاستلام قيادة حزب المحافظين؟
بالتأكيد هذا الخيار قائم. هدفي هو التأثير إيجابياً على السياسة المالية والضريبية. لقد بدأ الأمر كله بالنسبة لي في بداية هذه السنة عندما كنت أدرّس طلاب الهندسة. كلما درّستُ في كندا، وجدت ثلث عدد الطلاب يخاطبونني قائلين، «هل يمكنك مساعدتي في إيجاد فرصة عمل في غوغل أو أبل أو فيسبوك.» فأجيبهم، «لحظة، لقد أنهيتم لتوكم سنوات دراستكم الأربعة في إحدى أفضل كليات الهندسة في العالم. لماذا لا تبقون هنا في كندا وتؤسسون شركاتكم الخاصة؟» لطالما أتاني الجواب ذاته، «لا أريد أن أتقاضى أجري بضعة دولارات كندية؛ لا أريد أن أدفع 53.1 بالمائة ضريبة؛ لا يمكنني جذب أحد للعمل في هذا البلد.» هذا فشل ذريع. يذكرني هذا بما كنا عليه في منتصف التسعينات عندما كان لدينا سياسيون تسببوا بهروب أفضل وألمع رجال الأعمال لدينا. لهذا تجدني أفعل ما أفعله الآن. عار على أولئك السياسيين أنهم لم يديروا عملاً تجارياً في حياتهم. لا أريد أن تنفق حكومتنا أموالاً أكثر؛ كل ما أطالب به أن يعرف رجال السياسة لدينا ماذا يفعلون. أريد أن أمنح شركاتنا حوافز ضريبية لجذب رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم. هكذا يجب أن تجري الأمور
تنبع جاذبية رئيس الوزراء جستين تروديو من كونه قوياً و هادئ الأعصاب. أما أنت فصريح وعدواني جداً. هل تعتقد أنك يمكنك أن تكسب كندا إلى جانبك؟
إنني معجب بالتغيير الهائل الذي أجراه جستين تروديو في الحكومة الفدرالية، لكنني أعتقد أنه سيفشل في ثلاثة مناحي. المنحى الأول: تأمين فرص عمل للشباب؛ بعد ثلاث سنوات سيبقون عاطلين عن العمل ولكن الفرق الوحيد هو أنهم سيكونون أكبر سناً. المنحى الثاني: إنْ كنتَ في الأربعينات أو الخمسينات أو الستينات من عمرك، لن تحصل على زيادة في الأجر لأنك ستكون قد بلغت سقف الأجور فالسياسات التي ينتهجها تروديو تهدف إلى زيادة الضرائب وزيادة حجم الدين. المنحى الثالث: خلال ثلاث سنوات ستنخفض قيمة الأصول الأساسية الأهم التي يمتلكها المواطن الكندي المتمثلة في منزله، وسيتسبب هذا بضرر كبير بالتأكيد. لا يمكن إيجاد حلّ لهذه المشاكل من خلال السير في المسيرات المدافعة عن حقوق السحاقيات والمثليين وثنائيي الجنس ومتحولي الجنس كما فعل جستن تروديو أو المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي. إنْ لم تجد حلولاً لهذه المشاكل الثلاث، سينتهي بك الحال مطروداً خارج الحكومة
لنكن واقعيين. إلى أية درجة يمثلك هذا الحديث القاسي والشخصية العدوانية، وما هي النسبة مما تقول التي تظهرها أمام الكاميرات لكسب التأييد فقط؟
كلّ ما أقوله يمثلني تماماً. فأنا أنظر إلى التجارة على أنها ذات قطبين: إما أسود أو أبيض. إما أنك تجني مالاً أو أنك تخسر؛ إما أنك تنمّي اقتصادك وتنشئ فرص عمل أو لا؛ إما أنك تخفض الدين أو لا. لا داعي لأن نختبئ خلف إصبعنا. لماذا لا نقول الحقيقة كما هي؟ أعتقد أن الكنديين سيشعرون بالسعادة عندما يأتيهم سياسيّ بعد عقود من المراوغة ليخبرهم الحقيقة كما هي. وهذا هو بالضبط ما أحاول القيام به. إنني أتحدث مع أشخاص مثلك لأسلّط الضوء على عدم الكفاءة واللامبالاة والغباء التي يرتكبها أشخاص معينون لأفضحهم على الملأ
يشير منتقدوك إلى بعض أخطائك كصندوق استثمار أوليري، أو مغامرتك الرهنية الفاشلة منذ سنتين كدليل على فشلك كرجل أعمال. لماذا علينا الإصغاء إليك إذاً؟
لأنني لدي 32 شركة، نصفها على الأقل يبلي بلاء حسناً في أية لحظة تفحصها بها، بعضها في حالة سيئة وبعضها في طريقها نحو التعافي وبعضها الآخر لن يتعافى. هذه هي طبيعة المخاطرة التي يقتضيها العمل التجاري وإنشاء فرص العمل، وهذا هو واجب رجل الأعمال. ليريني أي شخص يريد توجيه إصبعه بالانتقاد نحوي ما فعله في سبيل خلق فرص عمل للمجتمع. ليروني الشركات التي باعوها بمبلغ 4 بلايين دولار كما فعلت أنا. بالطبع لديّ بعض الإخفاقات، ولكني أتحلّى بالجرأة الكافية لأخاطر في سبيل تحقيق أهدافي. هذه هي طبيعة رجل الأعمال وجوهره. وهذا هو بالضبط ما نحتاجه هنا في كندا. لقد أنشأت العديد من الشركات التجارية الناجحة؛ أريد الإشارة إلى هذه الشركات وإلى كل أولئك الناس الذين جنوا ملايين الدولارات من خلال عملهم لديّ. وهذا هو جوهر عظمة كندا. لا تتعدّى أهمية هؤلاء المنتقدين تأثير الضجيج العابر. لا أعيرهم أدنى اهتمام
يمكنك إذاً أن تتعاطف مع الفشل أو أن تتفهمه. ولكنني شاهدتك في برنامج «شارْك تانك». كنتَ قاسيا تماماً مع المتسابقين من رجال الأعمال الشباب الذين رفضت مشاريعهم. لماذا تصرّ أن تكون بهذه الدرجة من اللؤم؟
لستُ لئيماً؛ بل أحاول أن أجعلهم يرتقون إلى مستوى الواقع الاقتصادي. لا يشكّل كسب الأصدقاء هدفي من مشاركتي في برنامج «شارك تانك»؛ جلّ ما أريده هنا هو كسب المال. هناك فارق كبير بين الهدفين. أحاول هنا الاستثمار في الناس لأنني أعتقد بإمكانهم أن يخلقوا ثروة لهم ولي. لدي أكثر من 30 رجل أعمال شاب منهم يعملون في شركاتي، إسأل أي واحد منهم عن علاقتي معهم، وستراهم جميعهم سعداء بهذه العلاقة. لا ينبغي علينا أن نمضي أجمل الأوقات مع بعضنا كل يوم؛ كل ما علينا فعله هو كسب المال لنا جميعاً. هذا هو الهدف الأساسي من أي عمل تجاري. جوهر أيّ عمل تجاري هو جني المال لحاملي الأسهم، بما في ذلك مؤسّسي الشركة، وليس هناك هدف آخر. لهذا السبب تراني أوجّه رجال الأعمال الشباب لديّ نحو الأمر الأهمّ: جني المال
ألا يمكنك جني المال والمحافظة على لطافة تعاملك مع الآخرين؟
تستطيع ذلك بالطبع، وأنا أتصرّف على هذا النحو. لهذا السبب يلقبونني مستر ووندرفل - السيد رائع
أعتقد أن هذا اللقب هو بقصد السخرية أكثر مما هو بقصد المديح
ربما، لكن قد يكون مديحاً أيضاً
إذاً لا تشعر بأنّ حدود مسؤوليتك تتخطّى مصلحة حاملي الأسهم لديك؟ أقصد ألا تعتبر مصلحة المجتمع وسعادته بالإجمال ضمن حدود مسؤوليتك؟
بالطبع يدخل ذلك ضمن إطار اهتماماتي. فأنا أتبرع للكثير من الجمعيات الخيرية والقضايا الإنسانية في مجالات الفنون والطب والعلوم. لكنني أفعل هذا بعد جني المال. أحصل على أرباحي أولاً ثم أوزّعها بالطريقة التي أرغب بها. عندئذ القرار يعود لي في طريقة صرف الأرباح. لا أعتقد أنّ هناك شركة في الوجود تضع نصب أعينها إيجاد حلّ لمشكلة عالمية؛ هدفها ولا بد هو تحقيق أرباح لحاملي أسهمها الذين خاطروا بالاستثمار فيها. لا تستطيع إيجاد حلّ لمشاكل الجميع؛ يستحيل أن تتحلى بالقدرة اللازمة لذلك. لكنّ حاملي الأسهم أولئك يمكنهم العمل فيما ينفع المجتمع. لم يأت زمنٌ كان فيه العائد المادي لرجال الأعمال الشباب أعلى مما هو عليه خلال العشرة أعوام الماضية. لقد بلغ العائد بلايين وبلايين الدولارات، ولا بدّ أنّ الجميع يشعر بالفخر بسبب ذلك
هل تقصد بكلامك أنّ نسبة أصحاب الشركات التي تبلغ 1 % من إجمالي المجتمع تقدّم الكثير بالفعل لباقي المجتمع الذي تبلغ نسبته 99%؟
نعم، وبشكل يفوق ما كان عليه الأمر في أيّ وقت مضى، وهذا الأمر حقيقة مفروغ منه. حيث قدموا للمجتمع أكثر مما فعل نظراؤهم عبر التاريخ الإنساني كله. تكمن النقطة الأساسية في أنهم أسّسوا شركات قادرة على مواجهة مشاكل البشر في جميع أنحاء العالم. لقد أخذوا جزءاً كبيراً مما كسبوه من أرباح ثمّ ردّوا المعروف للمجتمع. كل ما عليك فعله إن أردت إيجاد حلول مناسبة لمشاكل العالم هو أن تؤسس شركة
لندعم الكلام الذي تقوله بما يلي: يبدو أنك عندما كنتَ شاباً كنتَ ترغب بالالتزام بقضية الإنسان بالمعنى العام للكلمة. قرأتُ أنك تخصّصتَ في الجامعة بالدراسات البيئية، بل حتى أنك انخرطتَ في بعض الحركات الناشطة في هذا المجال. هل هذا صحيح؟
نعم، هذا صحيح. كنتُ من دفعات الدراسات البيئية الأولى التي تخرجتْ من جامعة واترلو. لقد دعمتُ قضية حماية البيئة قبل انخراط اليسار فيها بعقود من الزمن. كنتُ مؤمناً على الدوام أنّها قضية هامة، وكنت من أوائل من أقدموا على دراستها. لذا لا يستطيع أحد أن يتهمني بأنني لا أفهم القضايا البيئية. ولكن، لأنني أتمتع بأرضية جيدة في هذا المجال، أستطيع أن أفهم التوازن الحقيقيّ المطلوب لخدمتها. عليك التأكد من أن سياساتك تهتم بالبيئة، وهذا أمر في بالغ الأهمية من أجل مستقبلنا، ولكن لا تنسى أن تهتمّ سياساتك أيضاً بالبشر الذين يعيشون في كندا في وقتنا الحاضر
أخبرنا عن نقطة التحول في حياتك؛ أقصد عندما قرّرت الانضمام لقضية الإنسان
كانت نقطة التحول في حياتي عندما أخبرتْني أمي يوم تخرجي أنها ستتوقف عن مدّي بالمصروف، وأني يجب أن أعمل لأعيل نفسي. (وبالمناسبة، سوف أقوم بفعل الأمر ذاته مع أولادي أيضاً). قالت لي يومها، «اسمعني جيداً يا بنيّ، لقد تكفّلتُ بمصاريفك كاملةً طيلة حياتك، منذ ولادتك إلى آخر يوم في دراستك الجامعية، وحان الوقت الآن لتعتمد على نفسك». والأمر الذي يجعلك تستعمل كلّ ما في جعبتك من إمكانيات في هذه الحالة هو أنّك مضطرّ لأن تؤمّن طعامك وحاجاتك الأساسية. كان قرارها صائباً. حيث تأكدتُ من صحّة هذا القرار عبر مسيرة حياتي.
كانتْ هذه أول صدمة لك مع واقع الحياة القاسي، أليس كذلك؟
نعم. هنا بدأت مسيرتي في درب الحياة الوعر
ما رأيك بالحقائق المزعجة؟ إنك من أشدّ المؤيدين لفكرة اليد الخفيّة. لكن يقول البعض أنها تؤدي إلى التدهور البيئي وعدم المساواة في مصادر الدخل
كلامهم هذا ببساطة غير صحيح. أقصد أنه هناك دورات بيئية كبرى تمرّ على كوكبنا؛ بعضها يستمر 10,000 سنة وغيرها 100,000 سنة بل إنّ بعضها الآخر يدوم مليون سنة. لذا عليك أن تستوعب بأنّ تأثيرنا على البيئة محدود جداً لأننا نعيش في الإيكوسفير أو المحيط الحيوي للأرض فقط وهذا الأمر يسلبنا إمكانية التأثير الكبير على مستقبل كوكبنا. هناك قوىً كثيرةً، غير الإنسان، تلعب دوراً هاماً في هذه القضية، وعلينا قبول هذه الحقيقة. لا يمكنك مثلاً أن تمنع بركاناً من أن يثور. ستثور البراكين شئنا أم أبينا. وهي تقذف انبعاثاتها الكربونية طيلة الوقت، والأرض مهيأة لتتعامل مع هذا الأمر. ما شرحتُه بالطبع يزيد بشكل كبير من أهمية دراستنا لعلم البيئة، إنني هنا أشجع الجميع على أن يخصّصوا بعض الوقت ليفهموا كيف ينجح كوكبنا في التعامل مع ما يمرّ به من ظروف. بهذه الطريقة، نستطيع تجاوز أولئك الأشخاص الذين يمطروننا بالتحذيرات والإنذارات من أنّ الأرض في تدهور مستمر. ذلك غير صحيح
هل تعتقد أنّ كلّ هذا الحديث عن التغيّر المناخي مبالغ به؟
أعتقد أنّ السياسيين يستغلون هذا الحديث لمصالحهم الشخصية. أغلب ما كان يتشدّق به آل غور في خطاباته التحذيرية متنقلاً في طائرته النفاثة من مكان لآخر كُتب من قبل جيسن بوكس. إنْ كنتَ مدافعاً عن البيئة فلا بد أن تعرف هذا الرجل؛ إنه الشخص الذي كان يستثمر الجليد الذائب في غرينلاند. حيث سنحتْ لي الفرصة أن أعمل معه في مجال الجليد لمدة عشرة أيام. إنه يؤمن بفكرة الدورات الكبرى فيما يخصّ تقلص الجليد القطبي، وما فعله غور هو أنه اقتطع أجزاءً مما كتبه جيسن بوكس وحاول من خلال ذلك أن يلعب دور المحذّر للإنسانية. أعتقد أنّ جيسن كان مستاءً بسبب استعمال كتاباته من قِبَل آل غور على هذا النحو
أحد أهم الاقتباسات التي تُنقَل عنك «كل شيء مرتبط بالمال. ولطالما كان الأمر كذلك». لكن، هل يجب أن يشكّل المال القوة الأكبر في الحياة؟ ماذا عن الأمور الأخرى كالحب أو العائلة؟
الأمر بسيط جداً من وجهة نظري: جرّب الحب بدون مال. لن ينجح الأمر. عليك أن تأكل. هذه هي وجهة نظري. يمكنك أن تكون مغرماً لبضعة أشهر، لكنْ إن لم تأكل، سينتهي كل شيء
ما معنى المال بالنسبة لك؟
المال هو الأساس الذي تبني عليه عائلتك، لذا هو هامّ جداً. إنه أشبه ما يكون بأحد أفراد العائلة. هو ليس الشيء الوحيد في الحياة، لكن بدونه تصبح الحياة بالغة الصعوبة. عليك أن تكون صريحاً في هذه المسألة ممّا يدفعك للتعامل مع المال باحترام. لا يتعلق الأمر بالطمع بل بتأمين الحرية الفردية لعائلتك. لهذا السبب تضحّي في بداية حياتك لتصبح رجل أعمال. لطالما أخبرتُ رجال الأعمال الشباب أنّه من النادر جداً أن ترى شركةً أصبحت تساوي البلايين بعد سنة واحدة من تأسيسها. يكدح أغلب رجال الأعمال 15 سنة قبل أن يصلوا إلى النجاح المنشود. ولكي تصل هناك، عليك أن تضحي بالكثير من مباريات البيسبول والهوكي وأي شيء آخر. ما يدفعك للقيام بهذه التضحيات هو أن تصبح قادراً على شراء حريتك في السنوات اللاحقة من عمرك، والتي أستمتع بها الآن. أنا لستُ مرغماً حالياً على القيام بأي شيء لا أرغب به. أستطيع فعل ما يحلو لي. لماذا؟ لأنني أملك ما يكفي لتحمّل نفقات حريّتي