يتميز المصمّم اللبناني خالد الميس بجرأته وشغفه في التوغّل عميقاً بجذوره الثقافية. حيث يخوض تجربته الاستكشافية متسلّحاً بإجازة الهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية في بيروت ودرجة ماجستير فنون جميلة في الفن الرقمي من معهد برات في نيو يورك






ما هي مصادر الإلهام لتصميماتك؟
كل الأشياء من حولي تشكّل مصدر إلهام لي. أحياناً تأتي الأفكار من أشياء وحالات بعيدة تماماً عن عالم التصميم. كلما وجدتُ شيئاً يلفت نظري، أسجّله في دفتر خاصّ وأبقيه مصنّفاً عندي مع كلمات أساسية حول تداعيات الأفكار التي أثارها لديّ. أقوم بمراقبة الطبيعة كثيراً، كما أنني أراقب السلوك الإنساني والمشاهد الفنية التي تتحول إلى أفكار تلهِم تصميماتي. أحب أن أمزج إلهاماتي معاً لأكتشف الروابط الخفيّة التي تمكّنني بدورها من أن أبدع في نهاية الأمر تصميماً فريداً من نوعه
عرّف عملك الفني
أنا شخص أؤمن بعملية إحياء التراث. إنني أهتمّ كثيراً بهذه العمليات في إبداعاتي – إنها الدافع لما أقوم به. لا أبالي كثيراً بمكان وزمان تسلسل هذه العمليات في تاريخ الفن. أعتقد أن تحديد هذه الأمور بشكل مسبَق يُضعِف القيمة الفنية للمُنتَج أما غياب هذا التحديد فسيؤثر إيجابياً على رؤيتي بحيث أني أحاول دوما تقديم شيء غير مألوف.
كيف توازن بين الإبداعية والعملانية في أعمالك؟
يجب أن يترافق هذان الأمران على الدوام, وعندما أقرر التضحية بأحدهما لصالح الآخر يكون هناك عادة سبب وجيه جداً. ولكن دوماً ما يكون هناك توازن بينهما في أعمالي. عادة ما تلعب العملانية دوراً توجيهياً في تحريض العملية الإبداعية بشكل يرضي الطرفين.
أما كيف أقوم بذلك، فيختلف الأمر في كل حالة وكل مشروع. عندما تتغير المواد المستخدَمة تتغير استراتيجية العمل أيضاً. عندما أكون بصدد تصميم كرسي تزداد أهمية العملانية لتصبح أكثر من أهمية المنظر، أمّا عندما أصمّم طاولة يأخذ الجانب الجمالي للأمر أحياناً أهمية تفوق أهمية الوظائفية بما أن هذا النوع من الأشياء يتمتع بخصائص فنية هامّة



يبدو أنك تحب العمل بالخشب – هل يوجد سبب لذلك؟
لطالما كان التعامل مع الخشب شغفاً كبيراً لديّ، لذا تراه حاضراً كمادة أساسية أستعملها في تصميماتي. إن فكرة الحياة النابضة التي يتمتع بهاالخشب تسمح لي باكتشاف الكثير. إنني أستمتع أيضاً بالتعامل مع الرخام والمعادن. أحبّ أن أستغل كل الخيارات المتاحة أمامي. عندما أستخدم مادة ما في تصميمي، يسمح لي هذا الأمر باستيعاب تسلسل عمليات المعالَجة المختلفة بينما أكون في طور اكتشاف شكل الشيء الذي أقوم بتصميمه
خبّرنا عن آخر مشاركاتك
آخر معرض شاركت فيه كان في تورونتو خلال احتفالية تورونتو ديزاين أوفسايت فيستيفال . لقد كان تجربة رائعة أن أختبر المشهد الفني والتصميمي في تلك المدينة مما سمح لي بتقديم أعمالي إلى جمهور أوسع في شمال أمريكا. وأنا جاهز الآن للمشاركة في معرض دبي لأيام التصميم حيث سأقدم مشروعي الذي يحمل اسم فيشاوي. يركّز هذا المشروع على جذور كرسي الفيشاوي حيث يتم تقديم واقع مختلف عن الكرسي بينما تم الارتقاء كلياً بوظيفته كمقعد للجلوس
أين يتم عرض قطعك الفنية؟
لقد عرضتُ قطعي في مدن مختلفة حول العالم: بيروت، نيو يورك، دبي، أبو ظبي، الرياض، وجدة. في نيسان القادم سأكون في ميلانو والبحرين. هدفي هو أن أقترب من العالمية قدر ما أستطيع خاصة بما أننا نعيش في عالم تنتقل فيه المعلومات والناس والأشياء حول العالم بسرعة كبيرة
ما هي الرسائل التي تحاول إيصالها لجمهورك؟
أحاول الحصول دوماً على جمهور واسع بدلاً من الاكتفاء بعالم التصميم وأهله. أعتقد أنّ القطعة التي تتميّز بتصميم جيّد يمكن أن تحظى بالتقدير من قِبل أي مشاهِد وليس من قبل الناس المرتبطين بعالم الفن فقط. أحاول دوماً تقديم نوع من الإبداع البسيط بلمسات سلسلة.
كيف تترجم شغفك من خلال إبداعاتك الفنية؟
يلعب شغفي دور الدافع لأعمالي. نادراً ما أكون قادراً على التصميم بدون قوة محرضة ما. يُترجَم الشغف إلى أفكار بالطبع تقوم بدورها بتصوير العمل ليخرج هذا المزيج الذي يحمل هويتي الخاصة وبَصْمتي الذاتية




إلى أية درجة أنت راضٍ عمّا حققته من إنجازات، خاصة وأنك لم تتجاوز الثلاثين من عمرك؟
نادراً ما أفكر بعمري، ولكنه أمر جميل أن أرى قدرتي على تحقيق الإنجازات حين أنظر إلى نفسي ضمن إطار زمني محدد. إنني أؤمن بمبدأ تسلّق السلم درجة بعد أخرى، لا أحب أن أبخس الأمور حقها أو أن أمنح ما أفعل أقل مما يجب من الاهتمام. إن عملي بطريقة منهجية يسمح لي أن أرى بوضوح أين أنا وأين أريد أن أكون الشهر القادم وإلى حدّ ما أين أرى نفسي بعد بضعة سنوات. في مجال عملي، يتركّز العنصر الأهمّ للنجاح في المتابعة والاستمرارية، وليس الشهرة