منذ أن تبوّأ منصب الرئيس التنفيذي لشركة ريموند ويل، أخذ إيلي بيرنهايم على عاتقه الحفاظ على التقليد لهذه الشركة العائليّة لصانعي الساعات التي أسّسها جدّه عام 1976 وأُسميت تيمّناً به. كما أنه يحاول أيضاً أن يتداول مع الزمن
[caption id="" align="alignnone" width="1000.0"] مجموعة مايسترو فرانك سيناترا المحدودة[/caption]ما هو شعورك أن تكون جزءاً من إرث ريموند ويل؟ أشعر بأنني محظوظ كما أن الأمر يشرّفني. إنها مسؤوليّة كبيرة ملقاة على كاهلي. في كلّ صباح عندما أصل إلى العمل، يطالعني تحدّياً جديداً لمواجهته؛ ولكنّ الأمر محفّزٌ جدّاً
بغضّ النظر عن الصلة العائليّة، ما الذي جذبك في الشركة لكي تقوم بهذا الخطوة؟ إن الإرث – هو دمي. على الرغم من أنني أردت أن أتابع مسيرتي في مهنة مختلفة، لم أستطع أن أقاوم عندما عرض عليّ أبي هذه الفرصة. قال لي: «أرجوك أن تنضمّ إلينا، في أيّ وقت ومن أينما كنت، أريدك أن تكون جزءاً من هذه الشركة العائليّة.» فكما ترى، لم أستطع الرفض. لقد كبرت على مسمع من أبي وجدّي وهما يتناقشان في الأعمال خلال العشاءات العائليّة، فأنا جزءٌ من هذه المغامرة بطبيعة الحال
ماذا أردت إذاً أن تصبح بدلاً من ذلك؟ لطالما ملكت شغفاً لفن الطعام والموسيقى. ولهذا يمكنك أن تلاحظ انجذابنا للموسيقى في مجموعات الساعات الخاصّة بنا (كَفي الحملات الإعلانيّة المكرِّمة للمطرب الشهير الأسطورة فرانك سيناترا وفريق البيتلز والتعاون مع العملاق العالمي في الموسيقى يونيفيرسيل ميوزك
لقد ألهمك بدون شكّ، جدّك ريموند ويل، مؤسّس الشركة لكي تكون جزءاً منها. ما هي الدروس التي تعلّمتها منه؟ لقد كان بالتأكيد صاحب رؤية، ورجل أعمال مبادر وإنسان حقيقي. فالطريقة التي بنى فيها علاقات متينة مع أصحاب المصلحة كانت لا تُصدّق. لم يكن مثلاً أعلى لي. وما زلت أطبّق النصيحة التي أعطاني إيّاها في قراراتي اليوميّة. نصحني بأن أستثمر في أعمالي الشخصيّة وأن أطوّرها خلال الأوقات الصعبة ومن ثمّ أن أمضي قُدُماً. وأجد بأن ذلك قد ساعدني جدّاً خلال تجربتي
منذ أن عُيّنت على رأس الشركة ما قبل أكثر من عامين، ما هي التحدّيات التي واجهتها في مجال صناعة الساعات؟ لقد واجهت تحدّيات كثيرة مذّاك. فكما ترى، خلال السنتين والنصف الماضيتَين، كان لدينا للأسف عملة سويسرية مرتفعة، البريكست (أي خروج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد الأوروبي) الهجمات الإرهابيّة، تدنّي أسعار النفط، تراجع الطلب من المستهلكين الصينيّين، والبطىء الإقتصادي في الصين الكبرى، ومؤخّراً، التساؤلات عمّا سيحدث مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للجمهوريّة (الولايات المتحدة). كان علينا أن نواجه كلّ هذه العناصر وهي ليست سهلة لإدارتها
كيف تعاملت مع هذه الظروف إذاً؟ أنا أؤمن بشدّة بالتماسك والترابط ومواصلة تطبيق استراتيجيّتنا. لو ألقيت نظرة على علامتنا التجاريّة، لرأيت بأننا لم نغيّر لا في استراتيجيّة أسعارنا، ولا في إعلامنا ولا في تطوير منتوجنا. السبيل الوحيد لبناء العلامة التجاريّة هي في بناء خطّ واحد، اتّباع الرؤية والإبقاء على التركيز في قراراتك
[caption id="" align="alignnone" width="707.0"] مجموعة مايسترو البيتلز المحدودة[/caption]ما هي الإبتكارات التي أدخلتها أو تخطّط لها؟ علينا أن نبتكر في كلّ يوم. لإنك إن لم تبتكر، فسوف تموت. وهذا عنصر أساسيّ للنجاح. وهذا ما أطلبه من قسم الأبحاث والتطوير أن يعملوا عليه كلّ أسبوع، كلّ شهر. سنشارك هذا العام في معرض «بايزل» (المعرض العالمي للساعات والمجوهرات في سويسرا) مع أربع أو خمس تطويرات تشمل المُنتج أو استراتيجيّة التسويق. وبالطبع سنقدّم أيضاً شيئاً له علاقة بالموسيقى، فيما يتماشى مع استراتيجيّتنا-الناس مهتّمون دائماً بكلّ ما هو جديد، لذا عليك أن تعرض عليهم منتجات جديدة في كلّ مرّة. لا يعني هذا أن عليك أن تخلق مجموعة جديدة كلّ سنة. بل بالأحرى إدخال الإبداع في كلّ مجموعة
هل تصبح هذه الصناعة تنافسيّة بشكل مُحبط؟ إنّ المنافسة على أشدّها، وكلّما صعُب السوق، كلّما اشتدّت بالطبع المنافسة. ولكنّي أحبّ هذه التحديّات. أحبّ أن أحارب منافسي بطريقة عادلة. إذا كانت النهاية عادلة، فلما لا؛ فنحن نتنافس مع عناصر ومنتجات مماثلة إلى آخره. ولكنّي لا أقدّر الأمر حين تكون المنافسة غير لطيفة وغير عادلة، ويُستغلّ المستهلك بنوعيّة المنافسة
كيف يمكن لصناعة الساعات أن تمضي قُدُماً بحسب رؤيتك؟ أراها تتقدّم بطريقة إيجابيّة. ولكنّ في كلّ محنة، علينا أن نركّز على معرفتنا، وعلى الأمور الأساسيّة التي نمتلكها بدلاً من أن نذهب إلى كلّ مكان ننفق الموارد خاصّتنا كيفما كان. علينا أن نبقى مركّزين
لدينا عدد كبير من عشّاق الساعات وجامعيها في الشرق الأوسط، ونرى العديد من الصانعين المعروفين يصنّعون نسخات خاصّة بهذه المنطقة. ما هي علاقة شركتك بالشرق الأوسط؟ تقوم استراتيجيّة ريموند ويل العالميّة على تطوير منتجات لكلّ العالم. هذا ما أسمّيه داخل الشركة «فكّر عالميّاً». ولكنّه من المهمّ أيضاً أن نعمل بطريقة محليّة. هناك الحاجة في الشرق الأوسط لتحديث بعض المنتجات وتخصيصها بحسب الأذواق الشخصيّة. انطلاقاً من هذا المعنى، نحن نقوم بتطوير منتجات معيّنة لتناسب أذواق زبائننا في دبي، أبو ظبي والسعوديّة
هل هناك مجموعة معيّنة ابتُكرت خصّيصاً للشرق الأوسط؟ كنّا نصدر قبلاً مجموعات محدودة لسوق الشرق الأوسط. لم نفعل ذلك العام الماضي ولكنّ هذا لا يعني بأننا لن نفعل شيئاً في المستقبل. إنه عالم كبير، والناس يسافرون كثيراً ولا يشترون من مكان واحد فقط. فالطلب نسبيّ جداً. فحين نخلق مجموعة جديدة نريد أن نكون أكيدين بأنها ستجذب انتباه الجمهور