بعد مشاهدتي للفيلم الوثائقي The Matchmaker علي منصة شاهد، يسعدني أن أشارككم برأيي حول هذا العمل الذي يركز على قصة حقيقية لإحدى النساء البريطانيات التي شاركت في جماعة داعش الإرهابية.
يتناول الفيلم الوثائقي "The Matchmaker" الذي أخرجته بينيديتا آرجنتيري قصة الجهادية توبا غوندال المشهورة، التي تخلت عن دراستها الجامعية في لندن للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تعرف باسم الحربي "أم مثنى البريطانية". وقد أعلنت غوندال إسلامها في مارس 2015 عن طريق نشر صورة لها على تويتر وهي ترتدي البرقع وتحمل سلاح كلاشنكوف، وكان التعليق على الصورة: "نعيش حياة الحرية الحقيقية". ويعتبر الوثائقي محاولة دقيقة لفهم كيف تحولت طالبة جامعية إلى ناشطة داعمة لتنظيم الدولة الإسلامية ومجرمة يزعم أنها تجند النساء في إطار التحقيق الواسع حول دور النساء في التنظيم. ويتألف الفيلم بشكل أساسي من مقابلات أجريت مع غوندال في عام 2019.
يمزج الفيلم بين لقطات حصرية لتوبا في مخيم عين عيسي للاجئين في سوريا ومقابلات لعدد من الخبراء في الشؤون الإرهابية، مما يسلط الضوء على الطريقة التي تعامل بها داعش مع النساء وكيف تم استخدام توبا كوسيط لتزويج الفتيات للمقاتلين في داعش. كما يعرض الفيلم أيضاً جهود الجيش البريطاني لإعادة النساء البريطانيات العالقات في سوريا إلى بلادهن.
يقدم الفيلم رؤية مثيرة للاهتمام حول الطريقة التي تستخدم بها الجماعات الإرهابية النساء في أعمالها، وكيف يمكن أن تؤثر الأفكار المتطرفة على حياة الأشخاص.
بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي "The Matchmaker“ و مناقشتنا لبعض النقاط القوة فيه، يمكن القول أن هذا العمل يعد أحد الأفلام الوثائقية المميزة التي تستحق المشاهدة. يسلط الفيلم الضوء على جانب مهم ومعقد في تاريخ الجهاد الإسلامي، ويجعل المشاهد يتساءل عن أسباب وآثار الانجذاب للتطرف والعنف، كما يفتح الباب للمناقشة والتفكير حول كيفية مواجهة هذه الظاهرة المخيفة، والجهود لاعادة هذة العائلات الي موطنها الاصلي، ان وجدت اصلا.