رغم أن أحداً لم يشاهدني وأنا في قمة شغفي أثناء قيادة بورشه "ماكان" أس الجديدة في شوارع هامبورغ - المانيا، إلا أن ذلك لم يقلل أبداً من شعوري بالحماس و متعة القيادة التي منحتني إياها تلك التجربة، حتى ولو كان إحساساً مؤقتاً انتهى ببعض الإحباط في اليوم الثالث مع إعادة تلك السيارة التي تجمع بين الفخامة والرشاقة في آن واحد ومع ذلك لم ينتهي دوري بعد، فأنا من سيخبركم عن معنى قيادة بورشه "ماكان" أس الجديدة خلال جولة برية انطلقت من هانسياتيك سيتي بمدينة هامبورغ إلى ميناء مدينة روستوك فارنيموندي على طرق متنوعة في قلب المدينة، وعلى طريق أوتوستراد ألمانيا الشهير (أوتوبان)، الذي لا تزال السرعة فيه غير محدودة، وكذلك على الطرق المتعرجة في الضواحي الريفية الجميلة بالمنطقة الشمالية.
باختصار شديد: هي تجربة مدهشة. في الحقيقة، يمكنني التوقف عند هذا الحد، ولكن هناك تفاصيل أحب أن أذكرها، لأن هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذه السيارة الجميلة.
ليس فقط فيما يخص مظهرها الرياضي المجسد في سيارة كروس أوفر أو تصميمها الأنيق الذي يعتبر أروع جوانب هذه التجربة، بل هناك تفاصيل أخرى تمنحك الشعور بالحماس لقيادتها.
فمثلاً: هناك تلك اللحظة عندما وقف بجانبي بعض المزارعون في شاحنتهم الصغيرة، وظل السائق يرفع صوت المحرك في تحدِ واضح. بضغطة حنونة على دواسة البنزين تستطيع بورشه "ماكان" أس أن تقفز من الوقوف إلى سرعة 100 خلال 5.1 ثانية فقط، أعتقد أن شاحنتهم ستحتاج إلى ضعف هذا الوقت لتحقيق ذلك.
ومع ذلك، فمن السهل أن تتحدى من يقود سيارة ذات محرك أقوى منك في الشوارع المزدحمة للمدينة الصغيرة، حيث لا يوجد مجال للتسابق حتى لو أردت ذلك. ولكن بعد بضعة كيلومترات، تجاوزت تلك الشاحنة بسهولة عندما انفتح الطريق أمامي. وأثناء ذلك اتجهت إلى اليسار، ووضعت السيارة في المسار الخالي، لكي أتمكن من فتح الخانق لأجعل أصحاب تلك الشاحنة يشاهدون (إن كانوا لا يزالون يستطيعون رؤيتي) القوة الحقيقية للسيارة بمحرك سعة 3.0 ليتر، سداسي الأسطوانات والذي ظهر لأول مرة في الأجيال الجديدة من سيارتيّ بورشه باناميرا وكايان، بدأت السيارة في الزئير والغناء والصراخ في وقت واحد، لتقدم للمعجبين بها شيئاً يتحدثون عنه أثناء الغداء أو في سهراتهم أو في جلساتهم الليلة.
في كل مكان مررت به بسيارة بورشه "ماكان" أس كان الجميع يلتفتون إليها. كان المراهقون في سياراتهم الصالون الصغيرة وحالتها الرثة يشيرون بإبهامهم علامة الإعجاب والتشجيع. والأمهات مع أطفالهن في سيارات عائلية يمعنون طويلا إلى البورشه. وحتى رجال الأعمال الوقورون يرمقون السيارة بنظرة جانبية طويلة. كما كان هناك مجموعة من المراقبين بنظرة موحدة، من راكبي سيارة بي أم دبليو بعد فشلهم في المناوره معي، لقد رأيت الكثير منهم خلال اليوم، حيث تنحرف سيارتهم إلى مساري، أو يضغطون المكابح بقوة عندما ينتبهون فجأة إلى أن السير قد توقف أمامهم، لكن أنا لازلت داخل سيارة قوية ومتمردة، وهي في الوقت نفسه أنيقة ومثيرة قادرة على المناورة ولافت الأنتباه في اي مكان. والفارق بينها وبين نجمات هوليود مثلا، أنك تستطيع في مقابل 214,000 درهم فقط أن تحصل على بورشه ماكان و283,000 درهم فقط لبورشه ماكان أس أمام منزلك.
هل تعلم؟ لو كنت أنا من يقوم بتسليم سيارات بورشه، فإنني بالتأكيد سأرغب في التمتع بقيادة كل سيارة قبل توصليها إلى صاحبها. فإما أن أتجول بها في الطرقات طويلاً، أو أقودها إلى صاحبها بأقصى سرعة ممكنة. في جميع الأحوال ستصل إليك السيارة مبكراً جداً عن موعدها، أو متأخرة جداً عن موعدها.
بالإضافة إلى القوة الهائلة للمحرك، فإن بورشه "ماكان" 2019 تمتاز بأناقة شديدة، مع الواجهة الجديدة الأمامية والخلفية ذات التصميم المتميز، ولوحة الأضواء ثلاثية الأبعاد بتقنية LED فوق الصندوق الخلفي، ومزودة بعجلات 21 بوصة، مع الشبكة الأمامية والإضاءة الأمامية، وفتحات التهوية الجانبية، وسائر الإضافات مثل فتحة السقف البانورامية، والمرايا ذات التعتيم التلقائي، ونظام المساعدة على الركن في مقدمة السيارة ومؤخرتها، وكاميرا الرجوع للخلف، وكل هذا بدون أي زيادة على التكلفة، كلها مجتمعة في هيكل كروس أوفر رياضي بلون خارجي من أربعة ألوان للسيارة والتي تشمل لون أخضر ميتاليك، ولون فضي ميتاليك، ولون أزرق ميامي وأبيض سحابي.
أما من الداخل، فإن بورشه "ماكان" تستقبل قائدها بواجهة مميزة جداً حيث تأتي أسطح المقاعد مغطاة بجلد الكانتارا، وتكتسي عجلة القيادة وذراع التبديل ومساند الذراعين بالجلد، وتتوفر أجزاء إضافية في مقصورة السيارة مكسوة بالجلد كتجهيز اختياري. ويمكن للناظر إلى السيارة أن يلاحظ هوية سيارات بورشه في جميع أنحائها؛ فعجلة القيادة الرياضية (GT) الاختيارية تحاكي تلك الموجودة في سيارة بورشه 911، في حين يُعتبر زر اختيار نمط القيادة ضمن عجلة القيادة، شاملاً زر النمط الرياضي، جزءاً من مجموعة كرونو الرياضية الاختيارية، وكان هذا الزر قد استخدم أساساً في سيارة بورشه سبايدر 918 الرياضية الفائقة. أما الوظائف العملية المحسنة فتتضح من خلال نظام إدارة الاتصالات من بورشه، بما في ذلك شاشة تعمل باللمس قياس 10.9 بوصة (حيث تم تكبيرها عن قياسها السابق البالغ 7.2 بوصة)، وتأتي كتجهيز أساسي.
في المنحنيات الحادة تظهر الحقيقة الواضحة لقوه و ثبات السياره - بورشه "ماكان" يزيد هيكلها المُحدّث من متعة القيادة، ويوفر الثبات ويعزز مستويات الراحة بفضل الإطارات المتطورة ذات الأحجام المختلفة، ونظام المكابح المحسنة، والنظام الذكي للتحكم بالسحب من بورشه، حيث إن اجتماع هذه المكونات مع بعضها البعض، يجعلك تشعر بلسمات رياضية سلسلة وناعمة حين تؤرجح وزنها من جانب إلى جانب بمنتهى النعومة والسلاسة مثل متزلج على الجليد.
وفي مرات عديدة، انتبهت إلى الإغراءات المشاكسة التي تقوم هذه السيارة بفعلها، وخصوصاً في الشوارع شبه الخالية، فهي تدفعني بامتياز إلى القيادة بسرعة عالية، تقارب سرعة سيارات السباق. ولأن المانيا معروفة بالتشدد في قوانين المرور. لذا كنت أتذكر شكل الرادار العابس وعدسته الصارمة، وأرفع قدمي عن دواسة البنزين مخفضاً سرعتي قليلاً في الطرق محدودة السرعة، في جميع الأحوال، لا تحاول إقناعي أن هذه السيارة أقل من أن تكون سيارة رياضية، تصلح لأكثر حلبات السباق صعوبة. لكنها تحاول بدهائها أن تخدعك وتنسيك الحقيقة، لدرجة أنك قد تصدق أنها هي ذاتها مقتنعة بذلك.
عندما كانت السيارة في الوضع الرياضي، سرعان ما بدأت أعتمد على ناقل السرعات في وضعه الأوتوماتيكي، فقد كانت نقلات السيارة متوافقة تماماً مع ما أريده أثناء القيادة، حتى النقلات التنازلية أثناء تخفيض السرعة اعتمادا على المحرك لدعم الفرامل القوية للسيارة.
يتبع بتفاصيل أكثر عن الرحلة ذاتها و بعض الاسئله المهمة التي طرحتها علي مانفرد بروينل، الرئيس التنفيذي لشركة بورشه.