بدلاً من التّراجع والانسحاب من أمام المنافسة الضّارية، وضّعت تويوتا ثقلها للخروج بجيل جديد كلياً من راف 4 قادر على تغيير قواعد اللعبة.
عندما تمّ إطلاق جيلها الأول في منتصف التّسعينيات من القرن الماضي، ظنّ الكثير من المراقبين أنّ مغامرة الصّانع الياباني الأكبر في قطاع المركبات المتعددة الإستخدام الصّغيرة ستكون مغامرة محكم عليها بالفشل، إلا أنّ راف 4 تمكّنت جيلاً بعد جيل من تعزيز حضورها في ساحة المنافسة، خاصةً أنها تنطلق من أفكار بسيطة ولكن ناجحة. أما اليوم ومن أجل تعزيز راف 4 في سوق مزدحمة بالمنافسين، كان لا بد لـ تويوتا من أن تُعيد مع راف 4 الجديدة كلياً تعريف هذه الفئة، وذلك من خلال تقديم المزيد من الأداء الرّياضي والاستخدامات المتعددة، في الوقت الذي تقوّي معه مستويات الرّشاقة، سهولة الإستخدام اليومي وطبعاً الكفاءة في استهلاك الوقود.
وبمناسبة الحديث عن الكفاءة في إستهلاك الوقود، لا بد من الإشارة إلى أنّ الفئة التي نُخضعها هنا لتجربة قيادة تنتمي إلى عالم السّيارات الهجينة الهايبرد. ولكن قبل الخوض في تفاصيل هذه التّقنية وكيف قاربتها تويوتا مع راف 4، لا بد أن نذكر بأنه تمّ تصميمها منذ البداية كي تُقدّم أداءً موثوقاً سواء كانت داخل المدن أم خارجها. وعلى الرغم من إطلالتها التي توحي بقوتها، والقدرات المميزة لنظام الدّفع الرّباعي الجديد، فإنّ السّيارة الجديدة تتّسم بالمزيد من الهدوء والرّقي في القيادة، مع لمسات جديدة ترتقي بمستوى الرّاحة في المقصورة. علماً أنها تطوّرت ليس من حيث التّصميم الخارجي فحسب، بل أيضاً على صعيد القيادة، القوة والتّماسك البنيوي.
وتجمع الفئة الهجينة "هايبرِد" بين مصدرين للقوة هما، أولاً محرك إحتراق داخلي يعمل على البنزين ومحركين كهربائيين، وتتمتع هذه الفئة بكفاءة ممتازة في استهلاك الوقود تبلغ 22.2 كلم/ليتر، كما يتيح لمالكها فرصة المساهمة في مستقبل أكثر استدامة، في الوقت الذي ينعم فيه بالمزيد من القوة التي تضمن تجربة قيادة سلسة، وطبعاً يعود الفضل بذلك إلى مجموعة من التّقنيات المتقدمة التي تضمن هدوء داخل المقصورة، ناهيك عن سلاسة في التّسارع وتحديداً عند الانطلاق من وضع التّوقف الكلي.
وتبرز شخصية تويوتا راف 4 الفريدة وحضورها الأكثر جرأة من خلال تصميمها المميز، حيث أنّ الخطوط الخارجية وتفاصيل المقصورة المستوحاة من الأشكال المُضلَّعة المُنتظمة، تُعطي للمركبة انطباعاً بالقوة وتُعزّز الصّفة التّنفيذية، علماً أنّ مهندسي تويوتا ابتكروا مظهراً رياضياً عصرياً يتماشى مع مفهوم الجودة الحرفية التي تقوم معظم سيارات الصّانع الياباني عليها، خاصةً على مستوى شبكة التّهوية الأمامية والقسم الأمامي من السيارة.
وفي نفس السّياق، تعمل المصابيح الأمامية بتقنية الـ LED، والتي تتوفر مع وظيفة التّسوية التّلقائية، ومصابيح الإضاءة النّهارية الفريدة على توفير مصدر إضاءة أكثر تميّزاً، بينما تساهم أيضاً في تعزيز حضور السّيارة على الطّريق.
ونبقى مع التّصميم الخارجي لنشير إلى أنّ أقواس العجلات المرتفعة توحي بأنّ راف 4 قادرة على الخوض في مختلف المسارات، هذا ولتحسين مجالات الرؤية، تمّ وضع المرايا الجانبية في موقع منخفض على الأبواب، فضلاً عن خفض خط النّوافذ الجانبية وزجاج الجزء الخلفي من السّيارة الذي أُعيد تصميمه وتوسيعه. وللمساهمة في تحقيق ديناميكية هوائية أكثر استقراراً، تمّ إعتماد مجموعة مصابيح خلفية ومقابض الأبواب الخارجية بطريقة تجمع بين الشّكل المميز والأداء العملي.
هذا من الخارج، أما من الداخل، فتُعبِّر المقصورة الدّاخلية عن مستويات جودة عالية معزّزة بلمسات متقنة في جميع أنحائها، مع تصميم داخلي أنيق يؤكد على إنتباه متيقظ لأدق التّفاصيل. وتبرز لوحة العدّادات بتصميمها الأفقي الذي يحتل حيزاً أصغر وأقل ارتفاعاً من ما كان يتوفر في الجيل السّابق، الأمر الذي لعب دوراً بارزاً في تحسين الرؤية الأمامية.
وتأتي المقصورة بمجموعة من التّجهيزات المتطورة، بما في ذلك نظام اختيار نمط القيادة المناسب لكل نوع من التّضاريس، شاحن لاسلكي للهواتف الذّكية، ونظام تكييف أوتوماتيكي يشمل منطقتين يمكن التّحكم بدرجة حرارة كل منهما على حدة مع نظام تحكم ذكي يسمح بتوجيه الهواء فقط نحو المقاعد التي يجلس عليها الرّكاب، مما يحقق المزيد من الرّاحة من جهة، والاقتصاد في استهلاك الوقود من جهة أخرى. كما تضم المقصورة الدّاخلية كلاًّ من شاشة عرض ملوّنة متعددة المهمات قياس 7 بوصات داخل مجموعة أجهزة القياس، شاشة الوسائط المتعددة قياس 7 بوصات، إضاءة داخلية، نظام صوتي بـ 6 مكبرات صوت، مقعد سائق قابل للتعديل بأوضاع مختلفة، مقاعد أمامية مُهوأة ومقاعد خلفية قابلة للطي ينفصل فيها مسند الظّهر إلى قسمين بنسبة 40:60.
وبالعودة للحديث عن المكوّنات الميكانيكية، تأتي راف 4 هايبرِد مع مجموعة هجينة قوامها محرك بنزين يولد قوة 176 حصاناً، ومحركين كهربائيين يولدان قوة 118 حصاناً، لتصبح القوة الإجمالية 218 حصاناً، تترافق مع عزم دوران يبلغ 221 نيوتن متر. ويقترن هذا النّظام بعلبة تروس تعمل بتقنية التّغير المستمر ،CVTالأمر الذي يحقق كفاءة في استهلاك الوقود تبلغ 22.2 كلم/ليتر.
هذا ويمكن قيادة راف 4 هايبرِد إما بالاعتماد على الطّاقة الكهربائية بشكلٍ كاملٍ وبدون أي استهلاك للوقود أو إصدار أية انبعاثات كربونية، أو من خلال استخدام الطّاقة المولّدة من المنظومة الهجينة، أي من محرك البنزين والمحركين الكهربائيين، وذلك وفقاً للسرعة المختارة من قبل السّائق وأسلوب قيادته. ويتم شحن البطاريات باستمرارٍ وبشكل تلقائي سواء من خلال محرك البنزين أو عند الضّغط على المكابح وخفض السّرعة، وبالتالي لا حاجة إلى استخدام مصدر طاقة خارجي لإعادة شحن تلك البطاريات.
وفي الختام، فإنّ راف 4 الجديدة قفزت نحو الأعالي على كافة الاتجاهات، التّصميم، التّقنيات بما فيها الأنظمة المتعددة الوسائط، الانقيادية وكل شيء بما يكفي للتوقف عندها قبل شراء سيارة عائلية جديدة.