من جنوب فرنسا تجربة قيادة هارلي ديفيدسون سبورتستر

تعتبر مدينة مرسيليا الساحلية عاصمة الجنوب الفرنسي، حيث كانت مركزاً للهجرة والتجارة عبر القرون. تتباهى بوسطها المشهور بساحاته الهادئة وأزقته الضيقة، وأسواقه المنتشرة في الهواء الطلق والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، تعتبر وجهة مفضلة للسياح من كافة أرجاء العالم بالإضافة إلى باريس طبعاً، لما تحظى به من إرثٍ ثقافيٍ كبير وأجواءٍ رائعة وطقسٍ منعش

خرجت من أجواء المدينة الرائعة للتمتع بالهواء العليل في الأطراف الخضراء المحيطة بالمدينة ومشاهدة الضباب الكثيف على متن دراجة هارلي ديفدسون سبورتستر 2016 التي منحتني الشعور وكأني سوبر مان يجوب بين السهول والوديان

في الواقع إن شعور النشاط والحيوية الذي تمنحك إياه قيادة الدراجات النارية في الهواء الطلق لا يقارن بشيء آخر، وخاصةً إذا كنت برفقة دراجة هارلي ديفيدسون وتستمتع بسينفونية الألحان الصادرة من محركها

منذ إطلاقها في عام 1957، ودراجة هارلي ديفيدسون سبورتستر تثبت قدرتها على التجديد المستمر، واليوم مع الجيل الجديد منها تكتب فصلاً جديداً في مسيرتها الرائدة». ويتابع براد ريتشاردز مدير التصميم في هارلي ديفيدسون قائلاً: لقد شاهدنا عملائنا يذهبون مع سبورتستر إلى العديد من الوجهات المختلفة، ويتابعون بشغفٍ كبير إطلاق كل جيل جديد منها، وهذا يجعلنا في مسؤلية أكبر من خلال مواكبة التطور والمحافظة على عراقة سبورتستر

إن الطراز الجديد من سبورتستر إستوحي تصميمه البسيط من الدراجات النارية الكلاسيكية التي تعود إلى حقبة خمسينيات وستينيات القرن الماضي
أردنا إعطاء هذه الدراجة بعضاً من صبغيات نماذج كيه أتش آر العالية الأداء وسبورتستر اللتان تعودان إلى فترة منتصف خمسينيات القرن الماضي، حيث كانت هذه الدراجات ذات رفاريف مقطعة وخزان وقود صغير

يقول ريتشاردز - إن ما يدعم أداء سبورتستر الجديدة بشكل دقيق هو التناغم بين العجلات وأجهزة التعليق الجديدة والمحرك الذي يعمل بتبريد الهواء وهو من أسطوانتين على شكل في سعة 1200سي سي، صممت العجلات المعدنية الأمامية بقياس 19 بوصة والخلفية بقياس 18 بوصة لتعزيز الطابع الرياضي

يقول بين جينلي رئيس قسم التصميم الصناعي في هارلي ديفيدسون» إن أكثر التحديات الصناعية التي واجهتنا هو تصميم العجلات، حيث ظلت محافظة على القضبان المعدنية الكلاسيكية، لذلك قمنا بإختيار أجود المعادن وأخفها لتتناسب مع حجمها الكبير، وتعزز من الأداء القوي للدراجة

لم يغفل على هارلي الإهتمام بناحية السلامة فزودت سبورتستر بفرامل مانعة للإنغلاق أيه بس أس، كما تم تحسين التعليق ليتواكب مع أداء المحرك الجديد
الجزء الخلفي من دراجة سبورتستر منخفض عن إرتفاع المقود الجديد بشكلٍ ملحوظ لإضفاء بعض من صفات الهجومية، حاملات الأقدام في منتصف الهيكل من الأسفل، خزان الوقود حافظ على الشكل الكلاسيكي ولكن تم وضع مؤشر قياس كمية الوقود في الأعلى خلف فتحة التعبئة وهو بحجم 12,5 لتر

العامل البصري مهم لدى هارلي، لذلك خصصت العديد من الألوان الرائعة، من أبرزها الأسود الناشف الذي يغطي كل شيء ويستغني عن لمعان الكروم بشكلٍ كبير، والأسود اللامع مع خطوط حمراء، والأحمر مع المقعد الأحمر، بالإضافة إلى الكروم اللامع الذي يغطي المقود وفتحات العادم وأجزاء كبيرة من المحرك

صمم الرفراف الخلفي في هذه الدراجة الجديدة ليبدو أقصر وأكثر ميلاناً نحو الأسفل بما يخالف المعتاد عليه في الأجيال السابقة من سبورتستر، وقد رأينا هذا التصميم سابقاً في طراز هارلي ديفيدسون ميلوكي. فتحتي العادم الأولى تمتد من المحرك إلى نهاية الجزء الخلفي من الدراجة، والثا نية تنتهي عند منتصف الهيكل خلف الأولى، فيما بلغ قياس قطرهما 4 بوصة، لوحة العدادات بداخلها عداد قياس عزم الدوران وعداد رقمي لقياس السرعة. صممت إضاءة جديدة لإطار لوحة الدراجة أضفت على الجزء الخلفي منظراً أنيقاً. المقعد مريح ومصمم لشخص واحد، ويمكن إضافة مقعد خلفي صغير بحسب الطلب

وصلت إلى وجهتي النهائية بعد أن إجتزت كافة التضاريس الرائعة حول مرسيليا، وأصدقكم القول أنني زرت تلك المنطقة عدة مرات برفقة السيارة، ولكن لأول مرة أقوم بتلك الرحلة مع الدراجة النارية كانت متعة إستكشاف الطبيعة لها معناً آخر يملؤه النشاط والحيوية