على طرقات دبي، ثم مرتفعات جبل جيس الشاهقة، تدخل فولكس فاغن تيرامونت إلى أسواقنا من الباب العريض
في عالم السياسة، ربما قد يكون من الأفضل عليك أن تبقى مراقباً لما يدور حولك قبل أن تضرب ضربتك الناجحة. ولكن في عالم الأعمال (الذي تُعتبر صناعة السيارات إحدى أركانه)، فإنّ البقاء في موقع المراقب هو سلاح ذو حدين، الحد الأول الذي لا يمكن إلا أن يغرز في خاصرتك هو ترك الساحة خالية أمام المنافسين ليعملوا على تأسيس قاعدة لهم بين العملاء واكتساب ثقتهم بشكلٍ راسخ، أما الحد الثاني لسلاح المراقبة فهو إيجابي، إذ أنه يتمثل في القدرة على التعلم من تجارب الآخر لتفادي الأخطاء وتطوير ما يمكن تطويره عبر إيجاد حلول للمشاكل التي تكون قد إرتبطت ذهنياً لدى العملاء بعلامات تجارية منافسة.
العلامة التجارية الألمانية العريقة فولكس فاغن، والتي تتربع على عرش صناعة السيارات كأكبر مُصنّع لها، هي ذلك المراقب الذي تأخر للوصول إلى جنة مركبات الـ SUV الكبيرة السباعية المقاعد التي تلعب دور الأميرة في الأسواق وتجذب بشدة أرباب العائلات في مختلف دول العالم. فهي لم تستهل عملية مخاطبة عملاء هذه الفئة إلا بعد حوالي 16 عاماً من إطلاقها لـ طوارق ذات المقاعد الخمسة، و11 عاماً على إطلاقها لـ تيغوان التي، وإن كانت قد نالت مع الجيل الثاني الجديد منها فئة مجهّزة بقاعدة عجلات طويلة تستقبل سبعة ركاب، إلا أنّ هذه الفئة تبقى حصرية لبعض الأسواق العالمية التي يناسب عملاءها الحصول على سيارة ذات أبعاد خارجية صغيرة ومقصورة قيادة رحبة، الأمر الذي لا يناسب العملاء في أسواق أميركا الشمالية والشرق الأوسط، وتحديداً أسواقنا الخليجية.
وبذلك، فإنّ دخول فولكس فاغن إلى هذا السوق الواعد تمّ بواسطة تيرامونت التي تحمل اسم أطلس في أسواق أمريكا الشمالية، حيث يتم تصنيعها في الولايات المتحدة وتحمل الكثير في ملامحها الرجولية من شخصية بلاد العم سام، فيما تضمن مساحة رحبة داخلها بفضل قاعدة عجلات بطول 2,979 ملم تتماشى مع ما يراه العملاء هناك (وهنا) ضرورة قصوى.
ولضمان الحضور التنفيذي على الطرقات، عزّزت فولكس فاغن طراز تيرامونت بتصميم خارجي صندوقي لا يخلو من اللمسات الأنيقة التي توفرها لغة التصميم الحديثة المتّبعة من قبل الصانع الألماني مع الخطوط المستقيمة والملامح البارزة، فضلاً عن عجلات قياس 18 بوصة تتوفر بشكلٍ قياسي، علماً أنّ هذه الـ SUV العائلية تتوفر بعدة فئات تجهيز هي SE وSLE، ويمكن الاختيار ما بين محركين الأول هو السداسي الأسطوانات سعة 3.6 ليتر بقوة 280 حصاناً، أما الأصغر فهو رباعي الأسطوانات سعة 2.0 ليتر مع توربو يولد قوة 220 حصاناً.
وتمتلك تيرامونت نظام دفع رباعي من نوع 4 موشن ينقل الحركة في الظروف الطبيعية إلى العجلات الأمامية حصراً لخفض استهلاك الوقود قبل أن يعمد إلى نقل ما نسبته 50 بالمئة من العزم إلى العجلات الخلفية عند الحاجة فقط، على الطريق وخلال الإنتقال من إمارة رأس الخيمة نحو سفح الجبل وعلى طرقات مستقيمة، مسطّحة بعيدة عن أي تفاوت في المرتفعات لم نشعر خلف المقود بأننا نقود SUV كبيرة، إنما سيدان كبيرة. والأكثر من ذلك، وبعد قرابة ساعة ونصف على الطرقات المعبّدة، لم نجد ما يُلفت الانتباه بشكلٍ سلبي، إلا أنّ الأمر تغير ما أن بدأنا تسلق مرتفعات الجبل وصولاً إلى إرتفاعات شاهقة عن سطح البحر، فهناك تشعر بأنّ محرك السيارة سعة 3.5 ليتر غير قادر تماماً على دفع السيارة بسهولة نحو الأمام، الأمر الذي إضطرني لإعتماد نمط القيادة اليدوي وتسلق المرتفعات إعتماداً على النسبتين الأولى والثانية من نسب علبة التروس. ولكن رغم ذلك، لا أعتقد أنّ هذه المشكلة ستُزعج عملاء تيرامونت في منطقتنا التي يندر فيها وجود مرتفعات شاهقة كتلك التي تميز منطقة جبل جيس.
ومن الداخل، وإن كان من الصعب تسجيل أي ملاحظة عن لوحة القيادة كونها تنتمي لعلامة فولكس فاغن الشهيرة بمستويات جودتها، أي أنك لن تجد أي أمر جديد إذا سبق لك الجلوس خلف مقود أي فولكس فاغن حديثة في السنوات القليلة الماضية، مع خطوط تقليدية مباشرة ومفيدة بكل بساطة، إلا أنك ستسجل الكثير من الملاحظات عن مستويات الجودة داخل المقصورة التي قد لا ترتقي لما يتوفر في طرازات فولكس فاغن الأخرى.
ولكن، وبغض النظر عن جودة التصنيع والاعتناء بالتفاصيل التي قد لا ترتقي لما عودتنا عليها الألمانية، فإنّ تيرامونت تأتي مع تجهيزات متفاوتة يمكن أن تصل إلى سقف بانورامي ونظام صوتي من نوع فندر مع 12 مكبر صوت بقوة 480 واط ومقاعد ومقصورة مكسية بالجلد (المتوسط الجودة) مع وظيفة تبريد للمقاعد الأمامية. فإنّ العامل الأبرز الذي سيجعل من فولكس فاغن تيرامونت بمثابة السيارة المثالية للعائلات هي العملانية الكبيرة مع مستوى مثير للإعجاب من الرحابة الداخلية التي تتفوق على المنافسات.
ونصل هنا إلى الأمر الفيصل بالنسبة للرأي في هذه السيارة، فإذا أردت اقتناء طراز عائلي أوروبي من فئة الـ SUV رحب، عملاني، ذكي ومميز بشكلٍ عام عما هو موجود في السوق وبسعرٍ منافس، فستجد كل ما سبق وأكثر في تيرامونت. فعلى سبيل المثال، يمكنك طي الصف الثاني من المقاعد للوصول إلى الثالث حتى لو كان على الثاني مقاعد أطفال مثبتة وفق نظام ISOFIX. .
وتأتي كل من فئتي SE وSEL مع نظام "ايزي أوبن" لفتح باب صندوق الأمتعة بواسطة تحريك القدم أسفل مؤخرة السيارة، لتصل بالتالي إلى مساحات كريمة للغاية مع 583 ليتراً عند عدم طي أي من المقاعد، فيما ترتفع إلى 2,741 ليتراً عند طي الصفين الثاني والثالث... وهذه أرقام ممتازة ومهمة للغاية في حياة العائلات. أمر آخر تجدر الإشارة إليه هو وجود عدد كبير من منافذ الكهرباء والـ USB، أما بالنسبة لحاملات الأكواب فيوجد في تيرامونت 17 حاملة للأكواب والقوارير. علماً أنه وبشكلٍ قياسي تسيطر شاشة قياس 8.0 بوصة شديدة الوضوح على لوحة القيادة وتدعم نظامي أبل كار بلاي وأندرويد أوتو.
على صعيد أنظمة السلامة والأنظمة المساعدة، فهي حاضرة وبقوة في فولكس فاغن تيرامونت، نذكر منها نظام كبح آلي لتجنب الاصطدامات الأمامية، نظام التحكم بالثبات، وسائد هواء أمامية وجانبية لكافة المقاعد. ويمكن طلب مثبّت سرعة متكيّف، نظام تنبيه عند النقاط العمياء وغير ذلك الكثير.
أخيراً، قد لا تكون فولكس فاغن تيرامونت السيارة الأفضل بين منافساتها، إلا أنها تُعتبر بمثابة الخيار الألماني المختلف عما اعتاد عليه العملاء في أسواقنا في حال رغبوا بإقتناء مركبة إستخدام متعدد من سبعة مقاعد من الحجم الكبير.