بورشه باناميرا الجديدة تشحن الكثير من الحرارة تحت غطاء محرّك السيارة. ولكنّ ميزتها الحقيقيّة هو الجزء الداخلي، بحيث أنها سيارة فاخرة صُنِعَت من أجل انتقال سريع وثابت

إنه لأمرٌ غريب فعلاً بأنّ الكثير من الحبر قد سُكِبَ على القدرة الحصانيّة والنقل. لا لخيانة أخوتي في انتقاد السيارات، ولكن إذا كُنّا نزيهين، فنحن نتحدّث عن تلك الاشياء في غالب الاحيان لانها ملموسة وتُحدَّد كميّتها بسهولة من خلال الارقام المسحوبة من بيان صحفيّ. الشبّان المحبّون للسيارات، كما معظم الشباب، يمكن أن يكافحوا عندما يتعلق الامر بوصف الشعور الذي يختلجهم بسبب سيّارة. الارقام هي ما نعرفه

هل القدرة الحصانيّة أو النقل مهمّان لهذه الدرجة بالنسبة لـ11.4 مليون سائق؟ لا يمكنك ثني محرك سيّارتك الـ في 8 ذات الاداء العالي في زحمة تكون فيها السيارات ملاصقة لبعضها. في الواقع، قد يحصل نقاش عندما يصبح الانتقال الذي لا نهاية له أكثر صعوبة عندما تعلم مدى القوة التي تستطيع فيها سيارتك التحرّك، لو كانت الطرقات خاليةً فقط. عندما تكون عالقاً في التقدم البطيء نحو المنزل بسرعة 35 كيلومتراً في الساعة، فإنّ كلّ ما تريده هو مكان لتستريح فيه وتسمح للنغمات العذبة التي تصدح من البودكاست الخاص بمارك مارون بالتأثير فيك فجأةً - مكان لتهدئة غضب الطريق العارم

أخبرني سائق محترف ذات مرة بأنّ المواد الطبيعيّة مثل الجلد والخشب تحدّ من التوتّر. لقد قاد سيارة رولز - رويس وبدا مرتاحاً مع نفسه والعالم لأعلى درجة. لا أعلم إذا كان العلم يتوقف، ولكن توكيده يبدو صحيحاً

لهذه الاسباب، فإنّ الجيل الثاني من بورشه باناميرا الجديدة تماماً هي بصدق أفضل سيارة فاخرة يمكنك شراؤها الآن بسعر 280،000 درهم إماراتي. حسناً، أكثر من 280،000 د.إ. بقليل
كان على مصمّمي بورشه البدء بصفحة بيضاء من الورق، وصمّموا أول سيّارة بورش بُنيَت في الواقع لملاءمة ظروف القيادة الواقعيّة

إنّ مقعد السائق أجمل من معظم غرف الجلوس. بالرغم من أنه يعتمد على بعض المبادىء التجديديّة - الجودة في المواد والبساطة ووضوح الشكل - فهو ليس تجديديّاً. إنّه يُخبّئ الأعمال الداخليّة تحت ألواح نظيفة من الجلد وشاشات الدايود الباعثة للضوء. الخطوط الافقيّة المنظمة في طبقات - على غرار فرانك لويد رايت - تمتد على طول عرض لوحة القيادة وتلتف حول الابواب. الازرار البلاستيكيّة للباناميرا القديمة استُبدِلَت بلوحة لمس زجاجيّة سوداء بين المقاعد الاماميّة. كما أنّ هناك زخرفات في التصميم، مثل مقبض الباب المعدنيّ المخرّش وذراع نقل السرعة النحتيّة

في هذا التصميم النظيف، تمكن مصمّمو البورش من دمج أكوام من التكنولوجيا لكي تكون خفيّة بصورة عامّة. إنّ الرسومات على شاشة اللمس المركزيّة الكبيرة - التي تُدير نظام التشغيل الحديث الخاص بالبورش من إنتاج شركة بي سي أم - تُطابق نظام الالوان للمواد المحيطة. إنها معقدة، أجل، ولكنك ستعتاد عليها سريعاً. الشاشة لا تقف بشكل مستقيم فوق لوحة القيادة كما لو أنّها ملحق. التكنولوجيا ليست تطفّليّة

على الطريق، قمرّة القيادة هادئة مثل مكتبة الكليّة الجامعيّة أثناء أسبوع الامتحانات النهائيّة، حتى على سرعة 140 كيلومتراً في الساعة (عندما تُدفَع للقيام بذلك). إنّ نظام «بوز» الصوتي الاختياري جميل، ولكن نظام «بورميستير» الصوتي الاختياري البالغ ثمنه 24000 درهم والمزوّد بـ21 مكبّراً للصوت بقوة 1455 واط، سيُزيح بعيداً أنظمتك الصوتيّة المنزليّة. إنّ التقلّب الصوتي المزماري لايرا غلاس لم يبدُ يوماً هشّاً بشكل لذيذ جداً

المقاعد تختفي من تحتك في الوقت الذي تحلّق فيه بين زحمة السير. إن نظام التعليق الهوائي يمتصّ الطريق. إنّ ساعة تبدو وكأنها نصف ساعة. حتى لو أنه ليس باستطاعتنا أن نطلق محرّكها البالغ قوّته 440 حصاناً كما نريد، ليس هناك مكان للبقاء فيه خلال ساعة الذروة أفضل من الجلوس خلف مقود الباناميرا الجديدة