كيف حولت ناديجي نوريان صناعة نوع من الكعكات الصغيرة إلى إمبراطورية!
بقلم الشيف تومي مكهيو
في ربيع عام 2012، عندما كنت أعمل في لندن في مطعم آيفي، الذي كان يعد من أفضل مطاعم العالم آنذاك.. كانت اللغة السائدة في المطبخ الذي يقع في السرداب، هي الإنجليزية ولكن كان هناك صوتا نسائيا يطغى على باقي الأصوات، وله لكنة فرنسية واضحة.
كانت شيف المخبوزات هذه تقف جنبا إلى جنب مع باقي الطهاة الرجال الغلاظ القاسين، بل وتتفوق عليهم في استعمال تعبيراتهم وأساليب كلامهم الإنجليزي السوقي.
وتمر الأيام والسنوات، وفي عام 2009، وفي أشد فترات الكساد الاقتصادي، قررت ناديجي أن تقدم مخبوزاتها الفرنسية إلى تورنتو بكندا، فقامت بتجديد ستوديو تصوير صغير وقديم على الناصية المقابلة لحديقة ترينيتي بلوودز، وابتكرت نافذة عرض خاصة حديثة لكعك الماكرونز بألوانه المتعددة.
ومع زيادة الإعجاب بمخبوزاتها، أصبح لناديجي أربعة مواقع أخرى في البلاد بالإضافة إلى خدمة بريد إلكتروني لتوصيل الكعك لأي مكان في كندا. حتى أوشكت محلاتها أن تسيطر على أسواق الكعك والمخبوزات في كندا.. أجريت مقابلة صحفية مع الطاهية المشهورة لمعرفة السر وراء هذا النجاح الساحق.

س) كيف كانت ردود الفعل الأولية على مشروعك لخبز كعكات الماكارونز؟
ج) في البداية لم يفهم الناس ما نعرضه، كانوا ينظرون إلى الكعك الماكرونز المعروض بشكل جميل ويتساءلون ما إذا كنا نبيع الصابون أو الشمع. فاكتشفنا حينها أن علينا أن نغير نظرة الناس لهذا النوع من المخبوزات.
س) ما الذي ساعدك على الاستمرار إذن؟
ج) كان المصممون والمعماريون والفنانون عموما هم أول من ساندنا وأيد مشروعنا، فقد كانوا يقدرون رؤيتنا ويدعمونا بالشراء منا.
س) ماهي أكبر التحديات التي واجهتك في تنفيذ الوصفات الفرنسية في تورنتو؟
ج) إنني أسعى دائما للأفضل، وقد عانيت كثيرا لأتمكن من الحصول على المكونات التي تطابق المواصفات المطلوبة؛ خصوصا الزبدة التي تحتوي على نكهة ودهون كافية.

س) وسائل الإعلام الحديثة أصبح في إمكانها أن تحيي أو تميت أي مطعم الآن.. فما هو الدور الذي قامت به وسائل الإعلام بالنسبة لمشروعك؟
ج) في الوقت الذي بدأنا فيه، كان اعتماد المجتمع هنا، في كندا، على خدمات الإنترنت كبيرا مقارنة بأوروبا. وتلقينا العديد من التعليقات الإيجابية. كما تلقينا بعض الهجوم القاسي. لقد كان تحولا كبيرا عندما تحولت من كوني طاهية ماهرة إلى شخصية عامة يأتي ذكرها في كثير من الحوارات.
س) في البداية، كيف كان رد فعل الناس في فرنسا تجاه الطهاة السيدات؟
ج) كانت الأوضاع صعبة في البداية، فقد كان عدد الطهاة السيدات قليل جدا في المطبخ الفرنسي. عندما كنت أبدل كنت أغلق الجزء الأسفل من باب الحمام حتى لا ينظر الرجال إلي من أسفل الباب. فقط عندما أتيت إلى إنجلترا رأيت سيدات أخريات في المطبخ. مع ذلك كنت كلما اتصلت بصاحب مطعم لإجراء مقابلة عمل، كان يتوقع أنني أتقدم لشغل وظيفة نادلة.
س) ماهو رد الفعل الناس في كندا تجاه الطهاة السيدات؟
ج) لقد أجرينا دراسة، أظهرت لنا أن معظم الناس يعتقدون أن ناديجي سيدة أعمال كبيرة(مسنة) لم تعمل في المطبخ يوما!! يجد الناس صعوبة في تخيل امرأة تعمل كطاهي قوي محترف.
ولكني كنت أعمل حتى اليوم الذي ذهبت لولادة ابني، كان ذلك يوم أربعاء، وقد عدت إلى العمل لحضور اجتماع يوم الاثنين التالي.

س) كيف تتأثر المطاعم والمقاهي وخدمات الضيافة الأخرى بارتفاع أسعار الخامات؟
ج) يقلقني أن الصناعات الكبرى هي فقط التي ستتمكن من الاستمرار في العمل مع ارتفاع الأسعار. فكندا هي أغلى بلدان العالم في أسعار منتجات الألبان، وهو من المكونات الأساسية في عملنا، كما ارتفع سعر الفانيليا بنسبة 1000 % خلال أربع سنوات.
س) ما هو الاختلاف الرئيسي بين عادات الأكل في فرنسا وكندا؟
ج) في فرنسا نأكل كل شيء ولكن بكميات قليلة، ففي المجمل نحن نأكل طعاما خفيفا ومتوازنا، مع الكثير من الفاكهة والخضروات. أما الناس هنا، فيميلون لتناول إما طعاما صحيا جدا ونقيا، أو الكثير من الوجبات السريعة المقلية.

تومي مكهيو:
رئيس الطهاة في مطعم STK في تورنتو
يمكنكم متابعة المزيد من الحوارات والمقابلات لهذا الشيف (الطاهي) في عمود أساطير المطبخ.