قمة الفخامة التي تليق بالقصور تنطلق بمغامرة إلى الصّحراء
قد تكون أهمية دخول رولز رويس إلى عالم مركبات الإستخدام المتعدد هي أنّ الصّانع البريطاني ذو النّزعة الملكية حمل معه إلى فئة مركبات الإستخدام المتعدد قيم السّيدة الطّائرة بكل وضوح. فمع خطوط خارجية تنبض بأناقة لافتة، قد تكون كالينان أول مركبة من نوعها وصلت إلى فئة مركبات الدّفع الرّباعي دون أن تفقد أي عنصر من عناصر السّحر الذي تتمتع به شقيقاتها التّقليديات عادةً، وبذلك فإنّ كالينان لا تقل سحراً عن ما يتوفر لدى رولز رويس من خيارات أخرى في فئتي الكوبيه والسّيدان، أضف إلى ذلك أنها ربما تكون أول سيارة من نوعها تسمح خطوطها الخارجية للمالك بأن يجلس على مقاعدها الخلفية تاركاً مهمة القيادة للسائق دون أن يبدو وكأنه يجلس في المكان الخطأ.
إنسجاماً مع هذا الأمر، يلعب إعداد اللاونج أو الأريكة، الأكثر عملية بين الخيارين المتوفرين للقسم الخلفي من المقصورة دور البطولة كونه يوفّر المساحة الكافية لجلوس ثلاثة ركاب. خاصةً أنّ المقاعد الخلفية قابلة للطي وهي سابقة في تاريخ رولز رويس.
تنطوي المقاعد بشكلٍ آلي في عدد من الإعدادات من خلال الضّغط على الزّر المناسب في الصّندوق أو الموجود في جيب الباب الخلفي. بكبسة واحدة، تنطوي مساند الظّهر، بينما تتحرّك مساند الرأس إلى الأعلى كيلا تترك أي بصمة على وسادات المقاعد. يمكن طي ظهر المقعدين بشكلٍ كامل للحصول على منطقة ذات سطح مستوٍ بشكلٍ كامل، أو مع تقسيم بنسبة 2/3 أو 1/3 مع مزيد من الوظائف العملية. ويمكن للركاب الخلفيين استخدام المقعد المكسو بالسّجاد كطاولة لوضع أغراضهم الشّخصية الثّمينة.
توفّر الحجرة الخلفية، أو منطقة الصّندوق الخلفي، مساحة قياسية تبلغ 560 ليتراً يمكن تعزيزها لتصل إلى 600 ليتر عند إزالة الرّف. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ قاعدة المقاعد الخلفية أعلى من أرضية الصّندوق، حتى مع طي المقاعد الخلفية، وهذا ما يمنع الأغراض الموجودة في الصّندوق من أن تنزلق إلى الأمام بحيث تكون محمية.
خلال القيادة على الطّريق، يُدرك السّائق على الفور أنّ كالينان وبفضل إنقياديتها الفائقة الرّاحة ومقودها الدّقيق قادرة على مخاطبة وجدانه، خاصةً أنها توفر له شعوراً عالياً بأنه قادر على توجيه سيارة ذات أبعاد ضخمة بكل ثقة وسهولة.
وإلى جانب لوحة العدّادات، تتميّز الشّاشة الوسطية التي تعمل باللمس، بأنها تسمح لك بإختيار الوظائف وعرض الخرائط وتعديل إعدادات السّيارة بسرعةٍ على الطّريق. ويمكن التّحكم أيضاً بكلّ ذلك من خلال وحدة التّحكم المُثبّتة في الكونسول الوسطي، ومفتاح التّحكم بالسّيارة على المنحدرات وأجهزة التّحكم بالتّعليق الهوائي بحسب الارتفاع.
وبفضل مجموعة من التّقنيات المتطورة، تجمع كالينان بين الارث العريق لـ رولز رويس وبين مستويات التّطور العالي، إذ تشمل التّجهيزات المتطورة كل من: نظام الرّؤية الليلية، نظام مساعدة الرّؤية، بما في ذلك التّنبيه النّهاري والليلي من المشاة، مساعد التّنبيه، نظاماً يضمّ 4 كاميرات مع رؤية بانورامية، نظام الرّؤية الشّاملة، التّحكم النّشط بالسّرعة، التّحذير من الاصطدام، التّحذير من حركة المرور، التّحذير عند الانطلاق وتغيير المسار، إضافةً إلى شاشة عرض أمامية بدقة عالية، نقطة اتصال واي فاي، وبالتأكيد أحدث أنظمة الملاحة والتّرفيه.
على صعيد الإنقيادية الفاخرة ومن خلال إعادة هندسة شاملة لنظام التّعليق الهوائي، بات الأخير قادر على تنفيذ ملايين الحسابات كل ثانية، حيث يقوم بإستمرار بتغيير نظام ضبط امتصاص الصّدمات الذي يتم التّحكم فيه إلكترونياً، إذ يتفاعل مع تسارع هيكل السّيارة، العجلات، حركة المقود ومعلومات الكاميرا التي ترصد الطّريق. وفي حال القيادة على الطّرقات الوعرة، يستخدم نظام امتصاص الصّدمات الذي يتمّ التّحكم به إلكترونياً نظاماً لضغط الهواء لدفع أيّ عجلة يُلاحظ أنها تفقد ثباتها عن الأرض وإبقاء جميع العجلات متّصلة بالطّريق بشكلٍ وثيق مع تأمين أقصى مستويات عزم الدّوران لكلّ العجلات.
ويمكن للسائق تعديل إعدادات القيادة على الطّرقات الوعرة لمواجهة أيّ موقف، سواء كان طريقاً وعراً، طريقاً حصوياً، مرجاً عشبياً رطباً، طريقاً موحلاً، طريقاً مكسوّاً بالثلج أم بالرمل وذلك بعزم يبلغ 850 نيوتن متر لكلّ العجلات بدون أيّ انقطاع.
داخل مقصورة السّيارة، وتحديداً قسمها الخلفي، فإنّ التّجربة هنا مختلفة تماماً عن ما يحصل لك فوق مقاعد أي سيارة أخرى. فرغم توفّر إمكانية الحصول على تدليك وتبريد، إلا أنك ستجد نفسك في مكان مغاير عن ذلك الذي توفره السّيارات الأخرى على الصّعيد العملي، ولكن إذا ما أردنا أن نأخذ بالحسبان الشّخصية البريطانية الأرستقراطية التي تنضح بها المقصورة، نكتشف أنّ الأخيرة تعوض أي أمر سلبي يمكن أن يصادفك، وهذا ما يجعلك تتقبل وجود بعض التّطعيمات المصنوعة من البلاستيك، أو أنّ بعض الأكسسوارات الكرومية هي في الحقيقة ليست سوى قطع من البلاستيك المغطى بطلاء كرومي والتي تمّ اعتمادها لأسباب تتعلق بالسلامة.
لعل إحدى أبرز المميزات التي لطالما افتخرت بها رولز رويس هي أنّ تجهيزاتها يجب أن تعمل بشكلٍ سلس وعملي دون أي إزعاج للسائق، أو طبعاً للركاب. وكالينان لا تشذ عن هذه القاعدة أبداً، بالإضافة إلى أنها مجهزة بكل ما يلزم المالك كي يُنجز أعماله من السّيارة عبر التّواصل مع شبكة الإنترنت وما إلى هنالك من وسائل اتصال، فهي تحتوي أيضاً على قرص دوّار يمكن من خلاله التّحكم بتجهيزات السّيارة المختلفة بدلاً من لمس الشّاشة. وبالإضافة إلى هذا الأمر، يمكن من خلال تحريك إصبعك على القرص الدوّار أن تكتب أحرف إسم الشّخص الذي ترغب الاتصال به، علماً أنّ النّظام الذي تعمل هذه الخاصية من خلاله يتعرف على اللغة العربية كما الإنكليزية.
وفي النهاية، لا يسعنا سوى الإشادة بمولودة رولز رويس الجديدة التي تحمل تسمية الجوهرة الأشهر في العالم... وتستحق تسميتها بالتّأكيد.